مقال بقلم✍️ الزّميلة ملاك أيوب

مقال بقلم✍️ الزّميلة ملاك أيوب

كارثةُ الحياةِ 

  بعد وقتٍ ليسَ بطويل،فترةٌ زمنيّةٌ ستكونُ الأفضلَ بالنّسبةِ للتّعليم.

عادتِ الكارثةُ الكُبرى ،كارثةُ الحياةِ، مشكلةٌ تهدِّدُ جيلاً صاعدًا يشكّلُ أعمدةَ مجتمعِنا،وانتشرت بشكلٍ رهيبٍ في الكثيرِ من البلدانِ ومنها لبنان، فما أسبابُها وما هِي نتائِجُها؟

   مُشكلتُنا الأهمُّ، والّتي سنتحدّثُ عنها هي التَّسرُّب المدرسيّ، فهي مشكلةٌ ليسَت بتلكَالسّهولةِ، بل هيَ خللٌ يهدِّدُ الطّاقة البشريّة، فالتّعليمُ هو أساسُ المعرفةِ والثّقافَة

وبسبَبِ إعطاءِ بلدِنا الأهميّة الكُبرى لِذوي الخِبرةِ لا المعرِفة ومن دونِ شهاداتٍ، أصبحَ طلبُالعلمِ بِلا أهميةٍ.

من هُنا انطلقتْ ظاهرةُ حرمانِ الأطفالِ من الإلتحاقِ  بالمدارس، فالأهل، وبسببِ الأوضاعِالإقتصاديّة وانتشارِ الفقرِ جعلوا مدارسَ الأطفالِ أماكنَ عملهِم، فبهذهِ الطّريقة يكبُر الطفلُويُصبحُ ماهرًا  في عملِه، دونَ امتلاكِ المعرفةِ وبهذا يمكِنُ تسميتُهُ أُميًّا  إلى حدٍّ ما.  

  لم نكتفي  بهذا الحدّ، فالتسرُّب المدرسُيّ لا يعني فقطِ الحرمانَ مِن العِلمِ والإلتحاقَبالمدارس، بلْ هو أيضاً وبمعنى آخر، غيابُ عِلمِ الأهلِ بمعرفة

هلْ سيأخذُ طفلُهُم المعلوماتَ الكاملة؟

هل يُعاني من أيِّ مشاكلَ صحيّةٍ أو عقليّة؟ 

هذهِ الأسئِلةُ ليسَ لها أيُّ أهميّةٍ عندَ الأهلِ ولكنَّها تؤثِّر سلبًا على حياتِه، فالطِّفلُ الّذييتلقّى معاملةً سيّئةً من  مثلهِ الأعلى، “المُعلِّم”، والآخرُ الّذي يُعاني من تراجعٍ في النّموالعقليّ، تكونُ قدرتُه على الإستيعابِ أقلَّ من ذِويه، وقدْ يتعرّضُ للتّنمُّر الّذي يَزيدُ من حديّةِالمُشكلة، فيُصبحُ هذا الكتابُ الأبيضُ الّذي يجبُ أنْ يتلوَّنَ بأبهى ألوانِ الحياةِ عبارةً عنسوادٍ شوَّهَ حُبّهُ وشغَفهُ لطلبِ العِلم . 

أخيرًا وليسَ آخِرًا، عندَما يفقدُ الطِّفلُ حُبَّ العِلم، والشّغَف بطَلبِه،حتّى وإن أكملَ سنينَهُالعلميَّة الأولى، كلُّ تِلك المعلوماتِ، والمعرفةِ الّتي اكتسَبها، سيُحَوّلُها  لشيفرةٍ عقليّةٍيَحذفُها في أوّلِ فرصةٍ يحصُل عليْها.

فإلى متى هذا الاستهتارُ واللّامبالاة؟ 

وإلى أينَ سنصِلُ في نهايةِ المطافِ؟وهلْ هناكَ أملٌ للحَياة؟