مقال بقلم ريان إبراهيم نجم
تدقيق فاطمة محمد صالح الموسوي
يُعدُّ تمكينُ النّساءِ أمراً حيوياً ليسَ لتحقيقِ العَدالةِ و المساواةِ و حسبْ ، لا بلْ مِن أجلِ تحقيقِ التّقدُّمِ و الإستدامةِ في المُجتمعاتِ على مُختلفِ الأصعِدة . فقد شهدتِ السّنواتُ الأخيرةُ تطوراً ملحوظاً لدورِ المرأةِ في مجالاتِ القيادةِ على اختلافِ أنواعِها ، سواءَ كانتْ سياسيّةً أمْ إقتصاديّةً أم إجتماعيّة، و على الرُّغمِ مِن التّحدّياتِ الّتي تواجهُها النّساءُ في العديدِ مِن المُجتمعات ، إلا أنهُنَّ نجحنَ في كسرِ تلكَ الحواجزِ الّتي كانت تقيِّدُ مُشاركتهُنَّ في شتّى المَجالات.
في المجالِ السّياسِيّ، تُعتبرُ التّقاليدُ الثّقافيّةُ إحدى أبرزِ التّحدّياتِ الّتي تُعرقِلُ مشاركةَ النّساءِ في اتّخاذِ القَرارات، على الرُّغمِ مِن ذلِك ، بدأَ دورُ المرأةِ يتصاعَد، حيثُ أنّهُنّ حقّقنَ تمثيلاً كبيراً فِي مناصِبَ قياديَّة ، بدءاً من الرّئيساتِ و الوَزيراتِ وصولاً إلى أعضاءِ البَرلَمان ، و قَدْ برَزتْ مُساهماتُهنَّ فِي تَحسينِ السّياساتِ الإجتماعيّةِ و الإقتصاديَّةِ مِن خِلالِ إدخالِ قضايا كالتَّعليمِ و الرِّعايةِ الصِّحيّةِ و حُقوقِ النّساءِ و الأطفالِ في صلبِ المُناقشاتِ السّياسيّة .
أمّا في المَجالِ الإقتصاديّ، فقَد بدأَ عددُ النِّساءِ بالتّزايُدِ في المَناصبِ القياديّةِ في الشّركاتِ الكُبرى ، سِواءً في أدوارهِنَّ التّنفيذيَّة أو صِفَتِهنَّ كعضواتٍ في مَجالسِ الإدارات.
لقد أثبتَتِ النّساءُ قدرتهنَّ على تحقيقِ نتائجَ مُذهِلةٍ و مُتميِّزة، وبالإستنادِ إلى الدِّراسات، فإنَّ الشّرِكاتِ الّتي شاركَت فيها النِّساءُ في تولّي القِيادةِ شَهِدت زِيادةً في الإبتكار، لذلِكَ يُعدُّ مَنحُ النِّساءِ الفُرصَ لتولّي المَناصِبِ القياديَّةِ و توفيرِ بيئاتِ عَملٍ داعِمةٍ لهُنّ أمرٌ بالِغُ الأهميَّةِ لتَحقيقِ تقدُّمٍ ملموسٍ في هذا المَجال .
و كذلِكَ على صَعيدِ المُجتَمع ، فقَد لعِبت المرأةُ دوراً أساسياً و بارِزاً في تحقيقِ التّغييرِ الإجتماعيِّ و الثّقافيّ، فمِن خِلالِ مُشاركتهِنّ في الحَركاتِ النِّسائيّةِ و العملِ الإجتماعيّ، ساهمَت المرأةُ في تعزيزِ العَدالةِ الإجتماعيّة و تحقيقِ المُساواةِ بينَ الجِنسين.
تمكينُ النّساءِ في القيادةِ ليسَ مُجردَ مسألةٍ مُتعلّقةٍ بالمساواةِ و حسب ، لا بلْ ضرورةٌ استراتيجيّةٌ مُلحّة، ولتحقيقِ هذا الهدَف ، لابُدّ مِن توافُرِ بيئاتٍ تعليميّةٍ تحفِّزُ الفَتياتِ على التّميزِ الأكاديميّ و القِياديّ ، و تطويرِ سياساتٍ تدعمُ التّوازنَ بينَ العَملِ و الحياة، و من الضَّروريِّ أيضاً، تشجيعُ المرأةِ على تولّي المَناصِبِ القياديّة في جميعِ المَجالات، علاوةً على ذلِك ، يجبُ العَمل للقضاءِ على التّمييزِ و التّحيُّزِ ضِدّ النِّساء،
فالمرأةُ قادرةٌ على تولّي مناصِبَ قياديّةٍ في المُستقبَل، و يتوجّبُ علينا منحُها الفرصَةَ لإثباتِ قُدرتِها مِن أجلِ إحداثِ التغييرِ الإيجابيِّ في العالَم.