مقال: ريم محمد عيد رمضان
تدقيق: فاطمة محمد صالح الموسوي
الحياةُ لا تخلُو منَ الانشِغالات ، فعَلى كُلِّ فردٍ مسؤوليّاتٌ متعدِّدةٌ تتطلَّبُ منهُ وقتاً وَجُهداً عقليّاً لِإتمامِها .
تنشأُ هذهِ المسؤولِيّاتُ إمَّا مِنَ الأهدافِ الَّتِي يحدّدُها لنفسِهِ أو مِنَ الظّروفِ الَّتِي فرضَها عليهِ مجتمعُهُ وَمحيطُهُ الاجتماعِيّ . ولا تقتصِرُ المسؤوليّاتُ على فئةٍ عمريّةٍ معيّنَة ، بل تشملُ الصّغارَ وَالكبارَ وَالمسنّينَ علَى حدٍّ سَواء . وَمعَ تزايُدِ هذهِ الالتزامات ، تتزايدُ الضّغوطاتِ اليوميّةُ الَّتِي قدْ تتركُ أَثراً كبيراً علَى الصِّحّةِ النّفسيّةِ وَالجسديّة. فمَا هيَ أنواعُ هذهِ الضّغوطات ؟ وكيفَ تؤثِّرُ عَلى حياةِ الفَرد ؟
هناكَ العديد مِنَ الضّغوطِ اليوميَّة ، كضغوطِ العملِ وَالدّراسة ، والضّغوطُ العائليَّةُ وَالماليّةُ وَالاجتماعيَّة.
تُعدّ ضغوطُ العملِ وَالدّراسةِ مِنَ أهمِّ الضّغوطِ الَّتِي يواجهُهَا الإنسان ، فَالدّراسةُ مِنَ الأهدافِ الأساسيَّة الَّتِي تُمكِّنُ الإنسانَ الدُّخولَ إِلَى مجالِ العملِ وتُساعدُهُ على تحقيقِ الاستقرارِ الاقتصاديّ وَعلَى إِقامةِ علاقاتٍ إجتماعيَّةٍ متنوّعةٍ كذلكَ علَى تأْسيسِ عائلةٍ مستقرَّة . أمَّا ضغوطُ العملِ فهيَ منَ الضّغوطِ الَّتِي تأخذُ حيّزاً كبيراً منْ وقتِ الإنسان ، فالأعمالُ العديدةُ تحرِمُ الإِنسانَ مِنَ الاستمتاعِ بِأدقِّ لحظاتِهِ الجميلة ، ومنْ كثْرةِ مَا عَليهِ من ضغطٍ ومسؤولياتٍ عمليّةٍ ، قدْ ينسَى مناسباتِهِ العائليّةِ أو حتَّى نشاطاتِهِ مَعَ أصدقائِهِ.
بينَما تنتجُ الضّغوطُ العائليّةُ عنْ عدمِ التّعامُلِ الصّحيحِ وَعدمِ تقسيمِ مهامِّ الأسرةِ بينَ الزّوجَين ، فقدْ يكونُ أَحدهُمَا لا مُبالي ، حينهَا يتحمّلُ الشّريكُ كافَّةَ المسؤوليَّاتِ وَالمهام .
والضّغوطُ الماليَّة ، تكونُ نتيجةَ التّأثّرِ بسوقِ العملِ وَالوضعِ الاقتصاديِّ وَالسّياسيِّ الّذي يُحيطُ بِالفرد .
وأَخيراً ، الضغوطُ الاجتماعيَّةُ الَّتِي تنشأُ بفعلِ المحيطِ الاجتماعيِّ الَّذِي يتواجدُ فيهِ المَرء ، وهيَ تؤثّرُ سلباً علَى الحالةِ الجسَديَّةِ لديه ، ممَّا يؤدّي إلى أمراضٍ مزمنةٍ كإرتفاعِ ضغطِ الدَّمِ وَالسّكَّريِّ وَأَمراضِ القلْب ، إِضافةً إلى الأمراضِ النّفسيّةِ كالتّوتّرِ وَالقلقِ وَحالاتِ الاكتئابِ الّتِي قدْ توصِلُ إلى القتلِ أوِ الإنتحَار .
لا مفرَّ منَ الأعمالِ والمسؤوليّاتِ والضّغوطِ اليوميّة ، لكنَّ على المرءِ التّعاملَ معهَا بِطريقةٍ إيجابيّةٍ بدلاً منَ النّظرِ إليهَا كَعِبءٍ يثقلُ كاهلَِه. فمنْ خلالِ تنظيمِ الوقت ، وَاعتمادِ فكْرٍ متفائل ، يمكنُهُ تحويلَ هذهِ التّحدّياتِ إلى دافعٍ يحفّزُهُ لتحقيقِ أهدافِهِ وَالنّجاحِ فِي الحَياة .