نفسي تسحقُّ الحبَّ! مقال بقلم✍️زينب سليمي

نفسي تسحقُّ الحبَّ! مقال بقلم✍️زينب سليمي

لقد كنتُ أتمنّى منذُ الصِّغرِ احتواءَ رجلٍ…لحظة! ليسَ بمفهومِ الأنانيَّةِ، و لا تسألْ حتّى كيفَ لفتاةٍ صغيرةٍ أن تحلمَ برجلٍ؟ ببساطةٍ لقد تربَّيتُ بِبيئةٍ تربِطُ المرأةَ بالرَّجلِ بشكلٍ كبيرٍ فمثلاً : تعلَّمي الطَّبخَ جيِّدًا.. هل تُريدينَ أن ينفصلَ عنكِ زوجُكِ في المستقبلِ إن لم تُجيدي الطَّبخَ؟ أو مثلًا إن سألتُ سؤالاً عن الجنسِ فالإجابةُ طبعاً عندما تتزوَّجينَ ستعرفينَ كلَّ شيء. و مثالٌ أخيرٌ لا تفرطي في تناولِ الطَّعامِ كي لا يزيدَ وزنُكِ فكيفَ سينظرُ إليكِ المجتمعُ و خصوصًا الرَّجل!..لذلكَ لا تسألْ أبدًا لما حلمْتُ برجلٍ منذُ الصِّغرِ، أو لربَّما لأنَّها فطرةٌ طبيعيَّةٌ! و لأنّني فتاةٌ تمتلِكُ خيالاً واسعاً يُساعدُها أن تبنيَ حياةً سعيدةً سُرياليةً…تمنَّيتُ حينَها أن أكبرَ سريعاً كي أحصُلَ على رجلٍ، أي أن أصبِحَ امرأةً مُتزوِّجَةً من أكثرِ إنسانٍ أحببتُهُ، تخيَّلتُ حياةً مليئةً بالفرحِ، حياةً مبنيَّةً على صباحٍ مع فنجانِ قهوةٍ بحضنِهِ، و على موسيقى فيروز و بعضٍ من قطعِ الحلوة، أوَدِّعُهُ بقُبلَةٍ قبلَ ذهابِهِ إلى العملِ و أستقبِلُهُ بأُخرى مع وشوشةٍ هادئةٍ ” اشتقتُ لكَ”… تمنَّيْتُ حياةً مع رجلٍ لا مثيلَ لهُ رُغمَ أنّني أعلمُ أنَّهُ ليسَ هناكَ أحدٌ كامل و لكنّني اقصدُ بحبِّهِ لي،أن يكونَ واضحًا و صريحًا مهما حدثَ من مشاكل… تمنَّيْتُ رجُلاً أغوصُ في أحضانهِ و أُبحِرُ في عينَيهِ، رجلاً يستمتعُ بالحديثِ معي بل و يُصغي إليَّ، رجلٌ يحملُ المسؤوليَّةَ، رجلٌ أشعرُ أنَّني أعيشُ لأجلهِ، رجلٌ أُسعِدُهُ فكم هو جميلٌ أن تستيقظَ كلَّ يومٍ لأجلِ أحدٍ! رجلٌ أتشاجرُ معَهُ ثم نتصالحُ برقيٍّ، رجلٌ بكلِّ ما للكلمةِ من معنى….و لكن اليوم لم أعدْ أتمنّى هذا الرجلَ لأنّني أدركتُ تماماً أنّ نفسيَ أجدرُ بالحُبِّ، لربَّما أقولُ هذا لأنَّني لم أجدهُ بعد أو لأنّني على يقينٍ كاملٍ بأنّني لن ألتقيَ بهِ، نفسي تستحقُّ الحبَّ، أستحقُّ أن أكونَ أنا قبلَ أيِّ شيء، أستحقُّ أن أفرحَ لا أن أحزنَ، فكم من صِراعٍ اعيشُهُ كلَّ يومٍ لأنهضَ من فراشي و أواجهَ العالمَ او أواجهَ نفسي أولاً، كم أخافُ حينما أخرُجُ من المنزلُ و اسألُ ما الذي سيحدُثُ لي اليوم، و حينَ أنظرُ إلى المرآةِ لأسألَها هل انا بخير؟ ليتها تُجيبُني… كلَّما كبرتُ غابَتْ رغبتي في احتواءِ رجلٍ لأنَّني ما وجدتُ سوى الذُّكورِ الذينَ لا يفقهونَ شيئاً عن الرُّجولةِ، رغمَ إنَّني أعلمُ بوجودِ الرِّجالِ بالمعنى الحقيقي لذلك تمنَّيتُ احتواءَ أحدهم يوماً…اليوم قلَّتْ الرَّغبةُ قليلًا، و لكنّني لطالَما اسألُ نفسي هل ستَختفي منّي تماماً أم انَّهُ في يومٍ ما ستعودُ بلقاءٍ شيِّقٍ مع “رجلٍ”؟