واقعٌ أليم وآفاق مبهَمة – بقلم شذى حسن

واقعٌ أليم وآفاق مبهَمة – بقلم شذى حسن

تضييق وتصعيد ، حرّيّة تعبير وتسييس “هو الواقعُ اللّبنانيّ”.
لم تغِب تداعياتُ عام ٢٠٠٥ والجهود المبذولة لمنع الحرب إلّا وانصبّت في ميناء آواخر عام ٢٠٢١، فبين تسييسٍ للمشكلات الثّقافية لا تثقيفٍ للمشكلات السّياسية، يقفَ قرداحي على منبر حرّية التّعبير ليليه رشقٌ من التّوغلّ وتسليم أوارقه عَتبةَ المنصب.

يتخبطُّ اللّبنانيون مع واقع “أرشفةِ الانتخابات” إلى وقتٍ لا يعلمُ سوى طبّاخي الحكومة على أيّ نارٍ ستوقد ، فبين مَن يُؤجّل ومَن يؤرشف ومن يثبّت يُلعَب بأعصاب اللّبنانيّين لعبة ال ping pong من يد الحكومة إلى يد الشّؤون الخارجيّة والحال أنّ الطابة هي صبرُ اللّبنانيّين .

في الموازاة ، فإنّ الأفرقةَ السّياسيّة وأركانها يعيشون في عالم آخر، منفصلون تماماً عن الواقع المأساوي الّذي يتخبّط فيه اللّبنانيٍون ، وحكومة حسان دياب وميقاتي في صفٍّ استهلاكيّ للوقوف دقيقة صمت على الواقع المذري والفساد المتربّص في مجريات القطاعات كافّة.

تبقى السّينما الطّائفية أو علّها سينما “تبييض الطّناجر” في مُغالطة ابستمولوجيا ،فمن يعوّل على حرّيّة التّعبير كحرّية عليه أن ينتقدَ حرّيَة الرْأي كتضييقٍ لمسار الحقّ والتّشبّث وراء تهكّم المنصّات الخارجيّة الّتي تُطيح بوزيرٍ إعلاميّ أراد التّعبير عن رأيه في وقتٍ مغالط تمامًا إلى الإستقالةِ العاجلة ، في طبخةٍ أُخرى وضعَها انتوني بلينكن في جيب ميقاتي ” ليستقيل قرداحي وتبقى أنت على كرسيّك” ، وهكذا دواليك .

طبخةُ الأفرقة السّياسيةِ تستوي رويدًا رويدًا ، وكلَّ ما آلت إلى السّكب تُعيدُ غلّتها وتُطبخ من جديد إلى أن يشاءَ القَدر وتُسكب في فمّ الشّعب “المعتر”، ولكنّ سياسةَُ البرمجةِ الذّهنيّةِ لن تلقى حتفها هذه المرّة ، وإذا قدّم قرداحي استقالته هل ستموَّلُ خزينةُ ميقاتي خليجيًا ؟ وفي حال انقطاع الطّبطبةِ الخارجيّة ماذا بقي ليُهدَّد بهِ لبنان ، ارتفاعُ دولار أو مماطلةُ انتخابات أو عساهُ ربطة خبزٍ تناهزُ العشرين ألفاً ؟
حتمًا إنّهُ واقعٌ أليم وآفاق مُبهمة