مِن أصعَبِ جروحِ الإنسانِ هي التي تصيبُ القلوبَ والمشاعرَ وخاصَّةً عندما تأتي من شخصٍ عزيزٍ نُحبُّهُ فأثرُها على حياتِكَ ونفسِكَ قاتلٌ فتشعُرُ بحزنٍ داخليٍّ حارقٍ ويأخذُ وقتًا طويلًا ليلتَئمَ وتبقى عالقةً بالذُّهنِ ولا تَزولُ مع تقدُّمِ الأيّامِ فمُداواةُ جروحِ القلبِ فضيلةٌ وخلقٌ عظيمٌ لا يقومُ به الّا من رُزِقَ بتجبيرِ ومداواةِ كسرِ الخواطرِ فجبرُها عظيمٌ واجرُها اعظمُ ولا تُنسى أبدًا.
وأقصى أنواعُ كَسرِ الرّوحِ هو فراقُ الحبيبِ المغَلَّفِ بالغموضِ، رحيلٌ مظلِمٌ لايمنحُكَ حقَّ الدّفاعِ عن نفسكَ او حقَّ معرفةِ اخطائكَ فهو شعورٌ بالموتِ البطيئِ الذي يأخذكَ الى طريقِ شردِ الذِّهنِ والتَّفكيرِ العميقِ للوصولِ الى سببٍ مقنعٍ ثم تكتَشفُ بعدَ ذلكَ أنّهُ لم يكن حبّاً ابدًا ولكنَّهُ كان اعتيادًا فقط ولكن قد افلسَ رصيدُكَ .فهنيئًا لمنْ لايظلِمُ أحدًا فكلُّنا راحلونَ.
اصبحَتِ الأعوامُ كالأشهُرِ والأشهُرُ أسابيعٌ والأيّامُ ساعاتٌ وتدورُ بنا الحياةُ فكم هي ظالمةٌ تأخذُ أجملَ مافينا في لحظاتٍ ويبقى شعورٌ مؤلمٌ يحرِقُ بقايا الذّكرياتِ نبتسمُ حين نتذكَّرُها ونَنْصدِمُ بواقعِ الحياةِ المريرِ فعندَما تكشِفُ الحياةُ الأقنعةَ، تكشفُها بقسوةٍ تَجعلُنا نأخذُ وقتًا طويلًا لإستيعابِ بشاعةِ الوجهِ الحقيقيِّ وهنا يكمُنُ صراعٌ بينَ العقلِ والقلبِ فهي معركةٌ تخرجُ منها دائمًا خاسرًا فالقلبُ يتمنّى والعقلُ يأبى .اللّهم فلا تجعلْنا من القاسيةِ قلوبهم وارزقْنا بليْنِ القلبِ .
فجبرَ الله قلوبًا لايعلمُ بكسرِها سواهُ شكوٍتُ وما الشّكوَةُ لمثلي عادةٌ ولكن تفيضُ النّفسُ عند امتلائهاافعلْ أيَّ شيءٍ لكن لا تخذلْ شخصًا وضعَ ثقتهُ بكَ. فالخاطرُ هو أن تضعَ أمانَكَ وثقتَكَ في أقربِ شخصٍ ويكونُ أوّلَ العابرينَ منكَ، فتشعرُ بالذّنبِ حيالَ نفسكَ المكسورةِ حينها فذلكَ هو الشّعورُ القاسي الذي عليكَ أن تُجَبِّرَهُ لشخصٍ ما، فإن كان بين يديكَ كلامٌ يُجبُرُ الخاطرَ لتبعثهُ الى كلِّ من تحب.
لاتكسرْ قلبَ شخصٍ جعلكَ أعزَّ شيئٍ في حياتهِ وأغلى من روحِهِ، فكسرُ الخاطرِ مرٌّ لايطاقُ خاصَّةً ممَّنْ تحبُّهم وتعشقهُم فهم الأوفياءُ لكَ.
كسرُ القلبِ مؤلمٌ وجرحُ الفؤادِ متعبٌ.