يأجوج ومأجوج- مقال بقلم عبّاس روماني

يأجوج ومأجوج- مقال بقلم عبّاس روماني

وردَ ذِكرهم في اليهوديّةِ والمسيحيّةِ والإسلام، وظهورهم من إحدى علامات السّاعة.

سيثيرون الهلع والرّعب في قلوب العالم أجمع، لما لهم من ماضٍ أخبرتْنا عنه أدياننا، عاثوا في الأرض فساداً وشرّاً حتّى حبسهم ذو القرنين، وجعلهم الّله من علامات السّاعة. فمن هم؟ ما هي أوصافهم؟ وهل حقّاً فيهم أناس طوال كالشّجر، وآخرون قِصارٌ لا يتجاوز ن الشِّبر؟ وهل صحيح أنّ البعض منهم يفترشُ أذناً ويتغطّى بأخرى؟ وهل صدقاً ما يُقال بأنّ الرّجلَ منهم لا يموت حتّى يولدُ ألف ذكرٍ من نسله؟

ثمّةَ إجماعٌ كبيرٌ في الرّوايات من مختلف الأديان، أنّهم كثيرو العدد مثل رمل البحر، وهم أهلُ شرٍّ وفسادٍ وعدوان، لا يصدّهم شيء عن ظُلمِ مَن حولهم، لبطشهم وجبروتهم.

ويقول صالح العثيمين في شرح العقيدة السّفارينيّة، إنّ هذه التّسمية تأتي من الأجيج، أي أجيج النّار، فإذا أضرمَت ، صار لهبُها يتداخلُ بعضه ببعض.

وجاء في إحدى الرّوايات أنّهم إذا خرجوا شربوا مياهَ الأنهارِ لكثرةِ عددهم، ويمرّون على بحيرة طبريّة، فيشربها أوّلهم وحين يصل آخرهم يقول كان هناك ماء، ويتحصّنُ النّاسُ خوفاً منهم، ولشدّة جبروتهم يرمون بأسهمهم إلى السّماء ويقولون (قهرنا أهل الأرض وغلبنا أهل السّماء) فيرسل الّله عليهم دوداً يخرج من خلف رؤوسهم ويقتلهم فيصبحون طعاماً لدوابّ أهل الأرض حتّى تسمن من كثرة لحومهم.

وقد دلّت الأحاديث على أنّ الزّمان الّذي يخرجون فيه، يملكون أسباب القوّة ويتفوّقون على سائر النّاس، إمّا لكونهم متقدّمين عسكريّاً، وإمّا لأنّ زمن خروجهم يكون بعد زوال هذه الحضارة الماديّة، ورجوع النّاس إلى الوسائل البدائيّة والتّقليديّة.