أميرة مغامس
الخميس 17/6/2021
العلاقةُ الزّوجية وتأسيس الأسرةِ أساسُ بناءِ المجتمعات والبلدان، حيث إنّ نجاحَ هذه العلاقةِ يُسهم في تكوينِ مجتمعٍ مثقّفٍ وناضجٍ يغيّرُ مسارَ المستقبل نحو الأفضل، لكنّ الاختلافَ بين الزّوجين في الثّقافة أو الدّراسة ينشِئ أحياناً حياة تعيسة لدرجة وقوع الطّلاق، وهذا ما يجعل كثيرين يطالبون بمراعاة هذه العوامل عند الإقبال على الزّواج، وذلك بالبحثِ عن الشّريك المناسب على المستويين الثّقافي والتّعليمي.
ويرى آخرون أنّ التّوافقَ التّعليميّ والثّقافي ليس بالضّرورةِ سبباً في التّفاهم أو عدم الانسجام بين الزّوجين، فذلك يرجع لمدى توافقهما الإنساني.
فهل يؤثّرُ الاختلافُ في المستويين الثّقافي والدّراسي بين الزّوجين على نجاح العلاقة بينهما، وبالتّالي نجاح الزّواج؟ سؤال يتردّدُ كثيراً في الأوساطِ الاجتماعيّة المختلفة، وربّما يكون سبباً من قِبلِ أيٍّ من الطّرفين لرفض أو قبول الزّواج.
فهناك بعضُ الأشخاصِ تعتبرُ أنّ الزّوج الّذي يكون مستواهُ العلميّ جيّداً لا بدّ أن يتزوّجَ بمتعلّمة كي لا تُرهقه في تربية الأطفال لاحقاً، فالزّوجة الّتي لم تكمل علمها تخلق فجوة بين الزّوجين، خصوصاً في تربية الأطفال وغير ذلك فإنّ هذا الاختلاف على هذا المستوى يؤدّي إلى فشل المؤسّسة الزّوجية نتيجة تزايدُ المشاحنات النّاتجةِ عن اختلاف الآراء والقناعات ووُجهاتِ النّظر وطُرُق التّفكير والنّظرة إلى الأمور. ولهذا يرى أنّ الاختلافَ سيكونُ له تأثيرٌ قويٌّ في العلاقةِ الزّوجية، خاصّة لو كانت الزّوجةُ هي الأعلى ثقافيّاّ ودراسيّّاًً ومهنيّاً، لما سيسبّبه ذلك من تأثيرات نفسيّة سيّئة على الزّوج، والعكس كذلك.
والبعضُ الآخر قد يعتبر أنّ الاختلاف سواء كان ثقافيّّاًً أو تعليميّّاًً هو حالة إيجابيّة بين الزّوجين تصل بهما إلى خلق حياة سعيدة بعيدة عن المشاكل، وتوليد أفكار متنوّعة ومختلفة تُغني الحياةَ الزّوجيةَ وتُعزّزُها بحيث أنّ هناك مجموعةَ عوامل تلعب دورها، ومنها مدى قناعة ورضا كلّ طرف بالشّريك وكل ما يتعلّق به.