الحُبُّ هُوَ… مقال بقلم✍️الزّميلة أريج علي الضيقة

الحُبُّ هُوَ… مقال بقلم✍️الزّميلة أريج علي الضيقة

تَقُولُ كَاترين هاثاواي “إنَّكَ لَا تَعْرِفُ حَقًا مَعْنى المَوْتِ إِلَّا حِينَما تَعْرِفُ الحُبَّ”.

فَالإِنْسانُ بِدُونِ الحُبِّ لا يَكِونُ لَدَيْهِ شَغَفٌ لِلْحَياةِ،حَياتُهُ مُمِلَةٌ، فَالحُبُّ هُوَ أَصْدَقُ شُعُوْرٍ فِي الحيَاةِ، أَرَقُ مُنْ كُلِّ نَسِيمٍ، لَا يُغَيِّرُه إلِّا قِلَّةُ الوَفَاءِ وَلَا المُوتُ يُنْهِيهِ وَلاَ الغِيابُ.
حِيْنَ سُئِلَ المُحِبُّ، لِمَاذا أَحْبَبْتَ؟ أَجَابَ: لَا يُوجَدُ سَبَبٌ، فَإِنَّ أَصْدَقَ حُبٍّ هُوَ الّذِي لَيْسَ لَهُ تَبْرِيرٌ.
الحُبُّ لَيَسَ بالكَلَامِ إِنَّما بالأَفْعَال ،الحُبُّ لَا يَرَى جَمِيلاً أَو قَبِيح، غَنِيًّا أَوْ فَقِير، طَوِيلاً أَوْ قَصِير، لا يَرَى المَسافَاتِ و َلَا يُمَيِّزُ بَيْنَ الأَدْيانِ، فَعِنْدمَا تُحِبُّ تَرَى أَنَّ العَالَمَ إِجْتَمَعَ بِشَخْصٍ وَاحِدٍ وَهُوَ بِالنِّسْبَةِ لِلْمُحِبِّ الأَجْمَلُ وَهُوَ الأَخُ وَالأُخْتُ وَالأُمُّ وَالأَبُّ.
الحُبُّ كَمَا قَالَ عَنْهُ الرّافِعِي:
“هُوَ بِدْءُ الدُّنْيَا مَرَةً ثَانِيَةً مِنْ أَوَلِهَا”.
الحُبُّ الحَقِيقِيُّ لَا يَجْمَعُ المُتَشَابِهيِنَ، الحُبُّ يَجْمَعُ المُخْتَلِفِينَ دَائٍمًا، كَإِثْنَيْنِ بَيْنَهُما فَارِقٌ بِالعُمْرِ أَوْ إثْنَيْنِ، أَحَدَهُمَا لَهُ مَاضٍ وَآخَرَ يُحِبُّ لأَوَّلَ مَرَةٍ.
الحُبُّ الحَقِيْقِيُ لَا يَتَأَثَرْ بِسُوءِ المَزَاجِ، فَمَنْ يُحِبُكَ، يُحِبُكَ فِي كُلِّ حَالاَتِهِ.
الإِهْمَالُ يَقْتُلُ الحُبَّ وَالنِّسْيَانُ يَدْفِنُهُ. فَعَدْمُ وُجُودِ وَقْتٍ لِلْتَّكَلُّمِ مُجَرَدُ حُجَّةْ، فَمَنْ أَراَدَ التَّكَلْمَ، خَلَقَ الوَقْتَ. عِنْدَمَا يَبْدَأُ الإِهْمَالُ يَنْتَهِي الحُبُّ، وَتَخْتَفِي مَشَاعِرُهُ، وَمَعَ الوَقْتِ بَعْدَ ظُهُورِ مَشَاعِرِ الكَراهِيَّةِ، لَا يَبْقَى مَشَاعِرٌ فِي العَلاقَةِ وَتُدَمَرُ. كَمَا أَنَّ الإِهْمَالَ رِسَالَةٌ مُخْتَصَرَةٌ وَوَاضِحَةٌ عُنْوَانُها إِبْتَعِدْ، وَهُوَ لاَ يَأْتِي إِلّا مِنْ إِثْنَيْنِ، إِمَا شَخْصٌ لَدَيْهِ بَدِيلٌ أَوْ شَخْصٌ لَا يُرِيُدْكَ أَسَاسًا، أَمَا الظُّرُوْفُ فَهٍيَ بَرٍيئَةٌ.
سَيَأْتِي وَقْتٌ تَكُوُنُ بِهِ الأَمْوَالُ، النَّجَاحُ، المَنَاصِبُ وَالجَمَالُ بِلَا قِيْمَةٍ وَسَتَبْقَى المَوَدَةُ وَالحُبُّ هُمَا قِيْمَةُ كُلِّ زَمَانٍ، فَأَحْسِنُوا الإِخْتِياَرَ لِوَقْتٍ مِثْلِ هَذَا.
لِيَكُونَ خِتَامُهَا مِسْكٌ بِقَوْلِ أَرِسْطُو عَنِ الحُبِّ:
“الحُبُّ لَا يَنْتَهِيَ، وَإِذَا إِنْتَهَى، فَإِنّهُ لَمْ يَكُنْ حُبًّا”ض