ظاهرة الإنتحار، مقال بقلم✍️ الزّميلة داليا أحمد البدوي

ظاهرة الإنتحار، مقال بقلم✍️ الزّميلة داليا أحمد البدوي

الإِنْتِحارُ أَوْ قَتْلُ النَّفْسِ المُتَعَمَّدُ هِيَ رُدُوْدُ فِعْلٍ مَأْسَاوِيَةٍ لِمَواقِفِ الحَياَةِ القَاسِيَّة.ِ
العَوَامِلُ المُسَبِبَةُ لِلإِنْتِحَارِ عَدِيدَةٌ وَكَثيِرَةٌ مِنْهَا الوَضْعُ الإِقْتِصَادِيّ وَالنَّفْسِيّ المُتَرَدِيّ لِلأهْلِ وَارْتِفَاعُ نِسْبَةِ العُنْفِ الأُسَرِي وَحَالاتُ الطّلَاقِ وَفُقْدَانُ الكَثِيرِ مِنَ المُعِيلِينَ لِوَظَائِفِهِم وَعَدَمُ تَوافُرِ فُرِصِ العَمَلِ فَيَزيِدُ مِنَ القَلَقِ وَالتَّشَتُت ِفِي الأُسَرِ، إِضَافَةً إِلَى الأَشْخَاصِ الَّذِينَ تَوَقَفُوا عَنْ تَنَاوِلِ أَدْوِيَةِ الأَعْصَابِ بِسَبَبِ غَلَاءِ سِعْرِهَا وَالتَّوَقُفِ المُفَاجِئِ عَنْ تَنَاوِلِ هَذِهِ الأَنْوَاعِ مِنَ الأَدْوِيَةِ يَزِيْدُ مِنَ التَّدَهْوِرِ النَّفْسِيِّ.
وَالأَعْدَادُ المُتَزَايِدَةُ لَدَى المُرَاهِقِينَ وَالمُرَاهِقَاتِ أَعْلَى مِنْ بَاقِي الفِئَاتِ العُمْرِيَةِ لأَنَّ الجُزْءَ المَسْؤُوْلَ عَنْ إِحْتِسَابِ عَوَاقِبِ السُّلُوكِياتِ لَدَى المُرَاهِقِ لَا يَكُوْنُ قَدْ نَضَجَ فِي الدِّمَاغِ بَعِد. وَهُنَاكَ عَوَامِلٌ أَكْثَرُ لَدَى المُرَاهِقِ بِالإِضَافَةِ إِلَى مَا ذُكِرَ، التَّنَمُرُ وَخَاصَةً بِنَوْعِهِ الإِلِكْتُرُونِي لِأَنَّهُ يَنْتَشِرُ أَمَامَ المَلَايِيْنِ عَلَى العَلَنِ, الهَوِيَة الجِنْسِيَة، وَالسُّلُوْكِيَاتُ الخَاطِئَةُ مِثْلُ الإِدْمَانِ وَالمُخَدَرَاتُ، وَالأَخْطَرُ يَكْمُنُ فِي رَسَائِلِ التَّوَاصُلِ الإِجْتِمَاعِيِّ فِي ظَاهِرَةِ إِيذَاءِ الذَّاتِ وَالتَّحَدُثِ عَنْهُ كَأَنَّهُ عَمَلٌ بُطُوْلِيّ فَيَتَأَثَرُ بِهِ المُرَاهِقِ.
كَمَا وَتَخْتَلِفُ رَسَائِلُ الإِنْتِحَارِ العَامَةِ مِثْلُ العُزْلَةِ وَالتَّحَدُثِ عَن الرَّغْبَةِ بِالإِنْتِحَارِ، تَوْجِيْهُ رَسَائِلِ وَدَاعٍ لِلْأَهْلِ وَالأَصْدِقَاءِ وَالمُقَرَبِينَ، تَرَاجُعٌ أَكَادِيِمِيٌّ، لِأنَّ البَعْضَ يَقُومُونَ بِالإِنْتِحَارِ بِشَكْلٍ مُفَاجِئٍ.
وَعَلَى الرُّغْمِ مِنْ زِيَادَةِ الوَعْيِ حَوْلَ المُشْكِلَاتِ النَّفْسِيَّةِ فِي الآوِنَةِ الأَخِيْرَةِ، وَلَكِنْ يَنْقُصُ الوَعيُ فِي مُوَاجَهَةِ الإِنْتِحَارِ وَسُوْءِ التَّقْدِيرِ لِلْأَفْكَارِ الإِنْتِحَارِيَةِ لَدَى المُرَاهِقِ مَا يُؤَدِي إِلَى التَّأْخِيْرِ فِي التَّدَخُلِ وَيَكُوْنُ الآوَانُ قد فات فِي كَثِيرٍ مَنَ الأَحْيانِ.
وَيَبْقَى السُّؤَالُ، هَلْ سَيَتَوَقَفُ الدِّمَاغُ عَنْ فَرْز ِ هِرْمُونِ السَّعَادَةِ لَدَى جَمِيْعِ اللُّبْنَانِيّيْن؟