التَّجَاهُلُ نَقْمَةٌ عَلَى فُقَرَاءِ الإِهْتِمَامِ!! مقال بقلم ✍️ الزّميلة زينب سليمي

التَّجَاهُلُ نَقْمَةٌ عَلَى فُقَرَاءِ الإِهْتِمَامِ!! مقال بقلم ✍️ الزّميلة زينب سليمي

فِي سُؤَالٍ لِلْعَدِيدِ مِنَ الأَشْخَاصِ وَبِالتَّحْدِيدِ للرِّجَالِ عَنْ “مَاذَا يَحْتَاجُ الحُبُّ كَيْ يَسْتَمِرَ؟”
كَانَتِ الإِجَابَةُ المُثِيْرَةُ لِلْإِهْتِمَامِ هِيَ ” الإِهْتِمَامُ”… يَا لِهَذِهِ الجُمْلَةِ المُهِمَةِ…
هَلْ حَقًا كُلُّ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الحُبُّ هُوَ الإِهْتِمَامُ؟ أَمْ أَنَّ هُنَاكَ أَسْبَابٌ أُخْرَى يَحْتَاجُهَا؟
يَخْتَلِفُ مَفْهُومُ الحُبِّ مِنْ شَخْصٍ لِآخَرٍ سِوَاءَ عِنْدَ الرَّجُلِ أَمِ المَرْأَةِ، فَالبَعْضُ يَعْتَقِدُ أَنَّ الحُبَّ مَبْنِيٌّ عَلَى الثِّقَةِ، وَالبَعْضُ الآخَرُ عَلَى الإِحْتِرَامِ، وَهُنَاكَ مَنْ يَرَى أَنَّهُ مَبْنِيٌّ عَلَى المَالِ وَأَنَّ عَدَمَ وُجُودِ المَالِ لَهُوَ سَبَبٌ رَئِيْسِيّ لِإِنْهَاءِ العَلَاقَةِ، فَمَنْ يَتْفِقُ مَعْ هَذِهِ الفِكْرَةِ؟!
هَلْ يُمْكِنُ لِلْمَرْءِ أَنْ يَتَغَاضَى عَنْ أَيّ شَيْءٍ إِلَا عَدَمِ الإِهْتِمَامِ؟
قَالَ أَحَدَهُمْ: “أَنَا أُحِبُّ زَوْجَتِي كَثِيرًا وَلَكِنَّها لَا تُبْدِي أَيَّ إِهْتِمَامٍ لِي، مَثَلًا أَنْ تُرَتِبَ قَمِيْصِي قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ مِنَ المَنْزِلِ، أَوْ أَنْ تُجَهِزَ لِي بَعْضَ الطَّعَامِ حِيْنَ عَوْدَتِي، أَوْ مَثَلًا أَنْ تَضَعَ لِي عِطْرًا قَبْلَ أَنْ أَذْهَبَ لِرُؤْيَةِ أَصْدِقَائِي… وَلَكِنْ لِلْأَسَفِ فِي مَرَةٍ لَمْ تَلْحَظْ حَتَّى أَنَّ قَمِيْصِيَ مُتَسِخٌ وَأَنَا أَيْضًا لَمْ أَلْحَظْ، فَسَخِرَ مِنِي رِفَاقِي وَكُنْتُ مُحْرَجًا جِدًا..”
وَقَالَ آَخَرٌ: ” لَيْتَهَا تَبُوْحُ بِمَشَاعِرِهَا لِي، لَيْتَها تُخْبُرُنِي أَنَّها تُحِبُنِي، فَأَنَا لَمْ أَسْمَعْ مِنْهَا هَذِهِ الكَلِمَةِ مُنْذُ زَمَنٍ، رُغْمَ أَنَّنِي أَقُوُلُ لَهَا كَمْ أُحِبُّهَا وَلَكِنَّهَا صَامِتَةُ الأَحَاسِيْسِ مَعِي..”
فَبَعْضُ الرّجَالِ يُثِيْرُهُم الإِهْتِمَامُ الأُنْثَوِيُّ، فَهُوَ شَيّءٌ لَا يُطْلَبُ أَبَدًا، هُوَ فَقَطْ شَيّءٌ مَبْنِيٌّ عَلَى المُبَادَرَةِ وَعَلَى تَرْجَمَةِ إِحْسَاسٍ بِدَاخِلِكَ، مِثْلَ الإِقْتِرَابِ مِنَ الشَّرِيكِ وَتَقْبِيْلِهِ حِيْنَ عَوْدَتِهِ مِنَ العَمَلِ، بِقَوْلِكَ:” يَعْطِيْك العَافِيَةُ”، أَوْ تَحْضِيرِ الأَطْعِمَةِ المُفَضَلَةِ لَهُ أَوْ الإِعْتِنَاءِ بِشَكْلِهِ الخَارِجِيّ… فَهُنَاكَ عِدَّةُ أُمُوْرٍ يُمْكِنُ لِلْمَرْأَةِ المُبَادَرَةُ بِهَا..
وَفِي النّهَايَةِ، عَلَى كُلّ شَخْصٍ أَنْ يَسْعَى إِلَى تَعْزِيْزِ حُبِّهِ كَمَا يَرْغَبُ دُوْنَ التَّخَلِي عَنِ ” الإِهْتِمَامِ” فَهُوَ وَسِيْلَةٌ لِلْتَّوَاصُلِ، وَالتَّقَرُبِ، وَخَلْقِ لَحَظَاتٍ جَمِيْلَةٍ بَيْنَ شَرِيكَيْنِ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ، فَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ يَحْتَاجُ إِلَى الإِهْتِمَامِ كَيْ يَسْتَمِرَ الحُبّ، فَمَاذَا تَحْتَاجُ المَرْأَةُ إِذًا؟.