أَسَالِيْبُ الكَلامُ!… مَفَاهِيمٌ فِي الحَياةِ لَا فِي اللُّغَةِ! مقال بقلم✍️ الزّميلة زينب سليمي

أَسَالِيْبُ الكَلامُ!… مَفَاهِيمٌ فِي الحَياةِ لَا فِي اللُّغَةِ! مقال بقلم✍️ الزّميلة زينب سليمي

مُنْذُ الصِّغَرِ وَبِالْأَخَصِ جِيْلُ التِّسْعِيْناتِ، نَشَأَتِ الفَتَاةُ عَلَى بَعْضِ المَفَاهِيْمِ الفِكْرِيَّةِ المُعَيَنَةِ.
فَعَادَةً مَا يَكُونُ الأُسْلُوبُ أَوِ الفِكْرِ المُتَوَارَثِ يَلْعَبُ دَوْرًا هَامًا فِي التَّرْبِيَّةِ، بِمَعْنَى أَنَّ مَا تَعَلَمَهُ وَالِدَيْكَ سَيُعَلِمُوْنَهُ لَكَ، وَنَادِرًا مَا يَخْتَلِفُ أُسْلُوْبُ التَّنْشِئَةِ.
كَانَ دَائِمًا هُنَاكَ ضَغِطٌ عَلَى الأُنْثَى، بِمُجَرَدِ أَنْ تُوْلَدَ تُرْفَقُ لَهَا عِبَارَةٌ وَاحِدَةٌ أَلَا وَهِيَ ” عَقْبَالْ مَا تُشُوفُوهَا عَرُوس”، ثُمَّ حِيْنَمَا تَبْدَأْ أَنْ تَكْبُرَ قَلِيلًا أَيّ فِي عُمْرِ الثَّامِنَةِ أَوِ التّاسِعَةِ تَتَعَلّمُ بَعْضَ أُمُوُرِ الْبَيْتِ كَتَنْظِيفِهِ أَوِ الْطَهِيِّ حَتَّى، فَيَزِيدُوْنَ عِبَارَةً ” لَازِمْ تَعِرْفِي تَعِمْلِيْهُن كِرْمَال بَس تِتْزَوْجِي زَوْجِك يُنْبُسِط فِيكي”…
بَعْدَ فَتْرَةٍ وَحِيْنٍ تُصْبِحُ فِي سِنِ البُلُوْغِ وَتَرَى بَعْضَ قَطَراتِ الدَّمِ المُنْسَدِلَةِ تَخَافُ وَتَفْزَعُ لِأَنَّهَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ بِأَنَّ أَيَّ أُنْثَى يَحْصَلُ مَعَها هَذَا، وَفَجْأَةً تُصْبِحُ بِنَظَرِهِم ” صَبِيّة” عَلَيْهَا أَنْ تَتَخَلى عَنْ طُفُولَتِهَا بِمُجَرَدِ سَائِلٍ أَحْمَرٍ وَأَنْ تَفْهَمَ أَنَّهَا كَبِرَت….
بَعْدَ أَنْ تُصْبِحَ فِي سِنِ المُراهَقَةِ يُصْبِحُ التَّشَدُّدَ عَلَيْهَا أَكْثَرُ وَأَكْثَرُ وَيَزْدَادُ عَلَى عِبَارَةٍ كِتَابُهَا ” عَقْبَال مَا نَشُوفِك عَرُوس”….
تَتَعَلَّمُ الفَتَاةُ، وَتَدْخُلَ الجَامِعَةَ وَتَحْصُلَ عَلَى تَعْلِيمٍ عَالِي وَمَعْ هَذَا تَسْمَعُ عِبَارَةً ” عَقْبَال الفَرْحَة الكَبِيرةَ”، ثُمَّ تُدْرِكُ أَنَّهَا مَهْمَا فَعَلَتْ فَِإنَّهُم لَمْ وَلَنْ يَفْرَحُوا سِوَى أَنْ تَزَوَجَتْ..
أَلَاحَظْتَ شَيْئًا غَرِيبًا ؟ سَأُخْبِرَكَ..
أَنَّ فِي جَمِيعِ مَرَاحِلِ الفَتَاةِ العُمْرِيّةِ، هُنَاكَ كَتْمٌ لِمَشَاعِرَهَا، وَهَذَا طَبْعًا تَحْتَ مُسَمَى الحِرِص أَوِ الخَوْفِ عَلَيْهَا، وَلَكِنْ دُوْنَ تَفْسِيرٍ وَاضِحٍ لَهَا، لَيْسَ عَلَيْكِي أَنْ تَقِفِي مَعَ الشُّبَانِ دُوْنَ طَبْعًا تَفْسِيرِ السَّبَبِ فَيَلْجَئُونَ إِلَى سِيَاسَةِ التَّخْوِيفِ فَقَطْ أَيّ سَتُضْرَبُ أَوْ تُهَان إِنْ فَعَلَتْ!!!
أَوْ مَثَلًا لَا يُكَلِمُونَهَا عَنْ مَشَاعِرِهَا وَبِالأَخَصِ فِي مَرْحَلَةِ المُرَاهَقَةِ فَيُمْنَعُ مَنْعًا بَاتًا أَنْ تُكَلِمَ الطَّرَفَ الآخَرِ وَكَأَنَّهُ مُجَرَدَ وَحْشٍ بِمَخَالِبٍ سَتَنْقَضُ عَلَيْها لِتَفْتَرِسَها…
لا يُسْمَحْ لَهَا أَنْ تُعَبِرَ عَمَا فِي دَاخِلِهَا، لَا يُمْكِنْ أَنْ تَقُوْلَ أَمَامَ أَهْلِهَا أَنَّ هَذَا الشّابَ جَمِيْلٌ أَوْ حَتَّى رَائِحَتِهِ طَيْبَةٍ أَوْ حَتَّى تَذْكُرَ اِسْمَه أَمَامَهُم…
كُلُّ شَيْءٍ مَمْنُوعٌ دُوُنَ أَن تُدْرِكَ لِمَا؟ وَمَا السَّبَبُ؟ لِمَا عَلَيَّ أَنْ أَخْلِقَ حَاجِزًا مَعَهُ؟ هَلْ هُوَ فِعْلًا سَيْءٌ لِهَذِهِ الدَّرَجَةِ؟ أَمْ اِمْتِلَاكِي لِعُذْرِيَةٍ جَسَدِيّةٍ هُوَ المُرْعِبُ؟ مَا هُوَ المُرْعِبُ حَقًا؟ أَنَا؟ أَمْ هُوَ؟
دَائِمًا عَلَى الأُنْثَى أَنْ تَضَعَ حَاجِزًا بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ خَوْفًا وَلَيْسَ تَفَهُمًا، دُوْنَ اِدْرَاكٍ بِمَفْهُومِ الغَرَائِزِ وَالجَسَدِ دُوْنَ المَعْرِفَةِ مَا مَعْنَى رَجُل؟ فَأَنْتِ تَمْتَلِكيِنَ شَيْئًا عَلَيْكِي فَقَط المُحَافَظَةِ عَلَيْهِ لِيَوْمَ تَتَزَوَجِينَ فِيِهِ، وَلَا تَنْسِ رُغْمَ كَبْتِ جَمِيْعِ مَشَاعِرَكِ خَلَالَ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ عَلَيْكِ فِي مِثْلِ هَذَا اليَوٍمِ أَنْ تَكُونِ إِمْرَأَةٌ مُتَكَامِلَةٌ جَمِيْلَةٌ وَجَذَابَةٌ وَإِلاّ سَوْفَ تَفْعَلِيْنَ ذَلِكَ بِالخَوْفِ وَالْقُوَةِ…
بِالْطَّبْعِ لَيْسَ جَمِيْعُ الرِّجَالُ سَيِئِيِيْنَ، وَلَكِنَ الحَذَرَ وَاجِبٌ!
إِنَّ الدَّيْنَ يَفْرِضُ تَعْمِيْرَ هَذَا الحَاجِزَ وَنَحْنُ مَعَهُ بِالْطَّبْعِ وَلَكِنَ الدِّيْنَ بَرَرَ لَنَا كُلُّ هَذِهِ الأَسْئِلَةُ وَلَكِنَّ التَّوَارِثَ الفِكْرِيّ وَالتََرْبَويّ وَالمُحِيْطَ تَسْتُرَ عَلَى التَّبْرِيرَ وَكَأَنَّهُ مُجْرِمٌ مَحْكُوْمٌ بِالإِعْدَامِ لَيْسَ عَلَيْنَا أَنْ نَعْلَمَ أَيْنَ هُوَ…
فَتَفْسِيْرُ وَتَبْرِيْرُ المَشَاعِرُ وَالأَحَاسِيْسُ وَالجِنْسُ وَالمَرْأَةُ وَالرَّجُلُ وَالحُبُّ وَالتَّفَاهُمُ وَالفِكْرُ لَهُوَ شَيْءٌ سَيَبْنِي حَاجِزًا مَتِيْنًا بَيْنَ جِنْسَيْنٍ مُخْتَلِفَيْنِ دُوْنَ الشُّعُورَ بِالذَّنْبِ أَوِ الشُّعُوْرِ بِمُمَارَسَةِ فِعْلٍ خَاطِئٍ…
قَبْلَ أَنْ تُعَلِمُوا أَوْلَادَكُم العِفَةَ وَالشَّرَفَ، خَاطِبُوا عُقُولَهُم بِمَفَاهِيمٍ وَإِدْرَاكٍ وَوَعْيٌّ كَي لَا يَكْذِبُوا عَلَيْكُم وَيُمَارِسُونَ أَفْعَالاً خَاطِئَةً دُوْنَ عِلْمِكُم..
فَمَاذَا لَوْ كَانَ الجَمِيْعُ يُعَامُلُ أَوْلاَدَهُ بِالخِطَابِ الفِكْرِيِّ؟ هَلْ سَيَكُوْنُ المُجْتَمَعُ بِخَيْرٍ أَمْ لَا؟