“تُنسى كأنّكَ لم تَكُن” لكنّ شخصكَ يُذكَرُ بينَ سطُورِ الدّواوين،
“مرَّ القطارُ سريعاً مرَّ بي” وبقيَت أشعارُكَ في القِطارِ تحكي للمُسافِرينَ قصّةَ عظيمٍ أنهكَتهُ نيرانُ العشقِ وقيودُ الحياة،
” رُبّما مازلتُ حيّاً في مكانٍ ما” فأنتَ حيٌّ، تُجالِسُ روحَ من سهِر ليالي البدرِ على نغمِ أشعارك.
ستّةَ عشرَ عاماً على الرَّحيل، ومازالَ الليلُ يفيضُ مِن الجَسدِ، و العصافيرُ تَموتُ في الجليل، وفي حضرةِ غيابِكَ لا يزالُ أثرُ الفراشةِ يزهو داخِلنا.
إنهَض يا درويش، مِن بينِ أنقاضِ الهياكِلِ واشهَد على تحريرِ الوطَن،
إنهض لتكتُبَ قصيدةَ التَّحرير، وانثُر لنا سُطُورَ زوالِ المحتَلّ
سيعودُ العُشبُ أخضَرًا مِنَ الصِّفرِ إلى الجَليل، وتُزهِرُ الأرضُ المَرويَّةُ من دماءِ الشُّهداء، و المَطَرُ الناعِمُ في الخريفِ آتٍ في القريب،
سيعودُ كُلُّ صابِرٍ و مُجاهدٍ إلى مكانِ الرُّوحِ حيفا،
وتعودُ الأعراسُ لتعُمَّ أرضَ العُروبَةِ بأكملِها.
ذكراكَ مُخلّدةٌ بأعمالٍ عريقةٍ، بأشعارٍ عميقةٍ، حَمَلَتها دواوينُكَ عَبرَ العالمِ حتّى الرَّحيلِ وما بَعدَه، فكيفَ لا؟ يا شاعِرَ الأرضِ المُحتَلّةِ، يا شاعِرَ فِلسطين…