مقال بقلم زينب سليمي
تدقيق: منى جمعة
إشراف: هادي نصار
الانتماءُ هو شعورُ الإنسانِ بالانضمامِ إلى مجموعةٍ، وهو عبارةٌ عن علاقةٍ شخصيةٍ حسِّيَّةٍ إيجابيَّةٍ، يبنيها الفردُ مع أشخاصٍ آخرينَ أو مجموعةٍ ما. ولكنْ ماذا يعني الانتماءُ إلى حبيبٍ؟
جميعُنا يبحثُ عن الحبِّ والمشاعرِ الصادقةِ، فما أجملَ بعد نهارٍ طويلٍ متعبٍ أنْ تسمعَ كلمةَ حبٍّ من أحدِهم، فيضيفُ إلى حياتِكَ رونقاً وجمالاً فيتلاشى التعبُ كلُّه لتستيقظَ على نهارٍ جديدٍ مشرقٍ.
فعندما تجدُ الشخصَ المناسبَ لكَ، أيْ بمعنًى آخرَ، شخصاً يفهمُك ويقدِّرُك ويحترمُك ويقدِّمُ لك أشياءَ صادقةً مثلما تفعلُ أنتَ، فتبدأُ بالإحساسِ بشعورٍ رائعٍ ألا وهو الانتماءُ، أيْ أنَّك انضممتَ إلى علاقةٍ حسِّيَّةٍ إيجابيَّةٍ مفعمةٍ بالمشاعرِ الصادقةِ والوفيَّةِ، فيصبحُ هذا الشخصُ ملجأكَ ومأمَنَك في الحياةِ، تذهبُ إليه في الحزنِ تارةً وفي الفرحِ تارةً أخرى، تشعرُ بأنَّك لا تريدُ أنْ تتركَه أبداً، وإنِ ابتعدتَ عنه تشعرُ بأنَّك تريدُ العودةَ مثلَ الوطنِ تماماً؛ مهما سافرتَ تحنُّ وتشتاقُ إلى بلدِك الأمِّ، إلى هويتِك الأصليةِ، أيْ إلى انتمائِك.
فمَن منَّا فقدَ هذا الشعورَ بسببِ خذلانٍ أو خيانةٍ، ولربما لأسبابٍ أخرى؟ ومع ذلك علينا دائماً ألَّا نفقدَ الأملَ في البحثِ عن الانتماءِ في أحدِهم؛ لأنَّ شعورَ الوحدةِ والنبوذِ متعبٌ بعضَ الشيءِ، ومهما كانَ الخذلانُ صعباً علينا أنْ نتخطَّى ونبحثَ عن ملجأٍ آخرَ كالطيرِ تماماً، مهما حلَّقَ بعيداً لا بدَّ أنْ يأتيَ يومٌ ويرتاحَ في بيتِه على شجرةٍ شامخةٍ.
وأخيراً، إنَّ أجملَ ما قد يشعرُ به الإنسانُ هو الانتماءُ، ولكنْ ماذا لو ظلَّ الشخصُ مهاجراً باحثاً عن مأمَنٍ وهو لا يدري أنَّه في الطابقِ الأرضيِّ يبعدُ مسافةَ خطوتينِ فقط؟