أكذوبة، مقال بقلم الزّميلة منار حسن الهق

أكذوبة، مقال بقلم الزّميلة منار حسن الهق

تدقيق: منى جمعة

إشراف: هادي نصار

ها قد مرَّت أكثرُ من تسعةِ أشهرٍ على 7 أكتوبر، بعدما أطلق الشرفاءُ والثوّارُ صرخةَ الحريةِ بعد سنينَ من الظلمِ الذي لحقَ بهم من المهدِ إلى اللّحدِ، وتعاظمَ الجورُ بعد ذلك التاريخِ ليرتكبَ أكثرَ المجازرِ بشاعةً.

وبينما تسعى منظماتُ الحقوقِ للدفاعِ عن المثليةِ التي ستودي بنا إلى قاعِ الظلماتِ عمَّ قريبٍ، صمَّ المجتمعُ الدوليُّ آذانَه عن إبادةٍ بحقِّ الإنسانيةِ. وبينما تسعى أيضًا للدفاعِ عن حقوقِ بشرٍ شاؤوا أن يكونوا حيواناتٍ تنبحُ في الشوارعِ، شهدت البشريةُ على عمليةِ تطهيرٍ عرقيٍّ وسطَ القطاعِ.

اليومَ، وبعدما استفاقت الدولُ العربيةُ الشقيقةُ من غيبوبتها وتنبهت إلى أنَّ بصمةَ العارِ لن تغادرَ وجوهَهم بعدما أقفلوا المعابرَ أمامَ إخوانهم، بدأت بالحديثِ عن مفاوضاتٍ زائفةٍ لا زال رأسُ الأفعى يضعُ أمامَها العراقيلَ ولا رقيبَ عليه ولا حسيبَ.

أما الذي رفعَ بندقيتَه مدافعًا عن تلك الأطفالِ فقد صُنِّفَ مجرمًا يجبُ سفكُ دمائه، وأنه السببُ الرئيسيُّ لحدوثِ حربٍ إقليميةٍ عظيمةٍ، أما المموِّلُ لرأسِ الجورِ وقاتلُ الأطفالِ فهو الذي يسعى لتهدئةِ الوسطِ وعدمِ الانجرارِ إلى حربٍ شاملةٍ.

أيُّ كذبٍ يعيشه هذا العالمُ الزائفُ وأيُّ عارٍ تحملهُ العروبةُ، وأيُّ سفاحين تلتحقُ بهم كلماتُ الإدانةِ والاستنكارِ التي لم تحقق جدوى، بل قيلت فقط حياءً من المجتمعِ الدوليِّ. ها هي المجازرُ لا زالت قائمةً. هل تأثرت مشاعرُ الوحوشِ بتلك الإدانةِ أو الاستنكارِ؟