حربُ الظّلّ… هل ستظهرُ لِلْعلنِ أمْ سَتَبقى ضِمنَ إطارِ الرّسائلِ المُبَطّنة- مقال بقلم ندى شريف

حربُ الظّلّ… هل ستظهرُ لِلْعلنِ أمْ سَتَبقى ضِمنَ إطارِ الرّسائلِ المُبَطّنة- مقال بقلم ندى شريف

ندى شريف ٢٠٢١/٤/٢٧

تَشْهَدُ المنطَقَةُ بينَ الحينِ والآخرِ مناوَشاتٍ محدودةً بينَ إيرانَ والكيان الصٌهيونيّ،على مدارِ الخمسِ سنواتٍ الماضيةِ، وهناكَ مخاوِفٌ من تطوُّرِ المعرَكةِ من حربٍ سرّيّةٍ باردةٍ وغير مباشرة إلى حربٍ علنّيّةٍ مباشرة، إذ أنّ دائرةَ الهجماتِ تتسارَعُ ومجموعةُ الأهدافِ تتّسِعُ أكثر فأكثر.

فمنذُ لحظَةِ خروجِ إدارةِ الرّئيس الأميركيّ السّابق دونالد ترامب في مايو ٢٠١٨ من الاتّفاق النّوويّ الإيرانيّ والصّدامُ محتدِمٌ بينَ الطَرَفين.
ففي يوليو ٢٠٢٠ استهدفَ الكيان الصّهيونيّ مصنعاً لِتَجميعِ أجهزةِ الطّردِ المركزيّ في إيران، وفي نوفمبر ٢٠٢٠ اغتالَ الموسادُ العالَم النّوويّ فخري زاده داخلَ إيران، وفي فبراير ٢٠٢١ اتّهمَ الكيانُ الصّهيونيّ إيرانَ بالوقوفِ خلفَ تسرّبِ نفطٍ متعمّدٍ قبالةَ سواحلِها. وفي مارس ٢٠٢١ حدثت انفجارات على متنِ ناقلاتِ نفطٍ إيرانيٍة كانت في طريقِها إلى سوريا. بالمقابلِ استهدفت إيران سفناً تجاريّةً إسرائيليّةً في خليج عمان وبحر العرب.
وقد توسّعتْ سلسلةُ الأحداثِ تِباعاً لتشهدَ المنطقةُ في الآونةِ الأخيرةِ توتّراً إثرَ انجاز صاروخٍ سوريٍّ (طائش) حسب تعبير وسائلِ الإعلامِ الإسرائيليّة بالقرب من مفاعل ديمونا النّوويّ الّذي كان من الممكِنِ أن ينتهيَ بشكلٍ مختلف.
ويرى مراقبونَ أنّ مثلَ هذه الحرب الخفيّةِ المغلّفةِ بالمناوشاتِ رُبّما تُشكّلُ منعطفاً فارقاً في الصّراع الإيرانيّ_الإسرائيليّ الّذي قد يتحوّل إلى مواجهة مباشرة ومفتوح في الوقت الّذي يصنّف فيه آخرون هذه التّطوّرات على أنّها تبقى مثلما حصلَ سابقاً مجرّد ورقةٍ لن تتجاوَزَ حدودَ التّهديدات المتبادَلة.