بين ثقافة الإستهلاك وثقافة الإنتاج بداية النَّهضة- حسن علي المعنقي

بين ثقافة الإستهلاك وثقافة الإنتاج بداية النَّهضة- حسن علي المعنقي

لطالما كانت الأزمات الّتي تحلّ على المجتمعات هي السّبب الأساس في تغيُّر ثقافته. أعني بالثّقافة هنا المركب الّذي يضمّ نمط الحياة الّذي تكتسبه ذات الإنسان من المجتمع والبيئة الّتي يعيش فيها، بما في ذلك العقيدة، والأخلاق، والقوانين، والعادات والتّقاليد.

لقد شهدْنا في القرنَين الماضيين الكثيرَ من هذه التّحوّلات المشابهة فكان الجوع والفقر السّببَ الّذي أوقدَ شُعلةَ التّغيير والابتكار في نفس الشّعوب الأوروبيّة،فضلاً عن الحروب والحصارات الّتي عانت منها الشّعوب الشّرقيّة والّتي كانت سبباً في نهضة هذه المجتمعات.

والعاملُ المشترك بين كلّ هذه الأزمات على أشكالها المختلفة هي ثابتة واحدة وأساس مشترك في النهضة وهو انتقال هذه المجتمعات من ثقافة الإستهلاك إلى ثقافة الإنتاج.

لنأتي إلى الواقع الّذي يعيشه الشّعب اللّبنانيّ اليوم نرى أن هذه الثّابتة هي المفتاحُ الّذي سيقودُ لبنان كما باقي الدّول من الأزمات المتتالية نحو حاضرها المزدهر اليوم .

إنّ هذا التّغيير يأتي بقرارة نفس كلّ مواطن فيبدأ باعتماد أسلوبٍ جديد في استهلاكه بتوظيف رأس ماله في مشاريعَ انتاجيٍة تحفّزُ عجلة الإقتصاد الوطنيّ نحو الاكتفاء والإستقرار.