قلّةٌ من النّاس آمنت به، وآخرون اعتبروه مجرّد خيال، موجودٌ فقط في روايات هوليوود. نعم، فليس من السّهل على الإنسان أن يكون في زمن ويصبح في زمن آخر، الأمور ليست بهذه البساطة ولكن! هل فعلاً تمكّنت البشريّة حقّاً من السّفر عبر الزّمن؟ هل هذا حقيقة أم مجرّد خيال؟
في البداية إن السّفر عبر الزّمن من الحاضر إلى المستقبل أو إلى الماضي من النّاحية العلميّة هو ممكن بحسب نظرة العلماء، أمّا من النّاحية العمليّة أو التطبيقيّة فهو شبه مستحيل لكونه يفوق قدرة الإنسان الذّهنّية.
انتشرت العديد من الفيديوهات والأمثلة التّي تثبت نظريّة السّفر عبر الزّمن لأشخاص غير عاديّين لكن إلى حدّ الآن لم يتم التأكّد واقعيّاً منهم بعد. المثال الأول، يعود إلى عهد الفراعنة، فبحسب موقع “آوتر بليسيز” العلميّ:” من الممكن أن يكون الفراعنة قد سافروا عبر الزّمن خلال بنائهم الهرم الأكبر، أيضا وبحسب الموقع عينه، عند التّدقيق بقياسات الهرم نجد أنها تساوي سرعةَ الضّوء التي توصَّل إليها العلم في العصر الحديث، لاسيّما التّقنيّات التي اسْتُخدِمَت لبناء هذه الأهرامات بدقّتها وتفاصيلها الّتي لازالت تثير حيرة العلماء!”.
المثال الثّاني، “رسومات كهوف تاسيلي” في الجزائر التي أدخلتها الأونسكو إلى لائحة التّراث العالمي، فعمر هذه الرّسمات أكثر من ٣٠ ألف سنة! عند زيارة هذه الكهوف نجد صور لمركبات فضائية ولطائرات و لأشخاص يرتدون بدلات فضائيّة ومنهم بدلات غوص، هذه الصّور الّتي تعود للعصرِ الحديث، فكيف لهذه المظاهر أن تكون موجودة قبل ٣٠ ألف سنة أيّ في زمن الأرض الأوّل حيث كان الإنسان بدائيّاً! إذ تشير الدّلائل إلى وجود العديد من النّظريّات حول كيفيّة وجود هذه الرّسمات، أبرزهم السّفر عبر الزّمن، فبحسب أصحاب هذه النظريّة تمكّن أحد الأشخاص في المستقبل من إختراع آلة سفر عبر الزّمن وانتقل بها إلى الماضي ولكن لم يتمكّن من العودة فرَسَم هذه الرّسوم!طبعًا العلم عندَ اللّه بحيث لا شيء مؤكَّد من هذه النّظريّات حتّى الآن.
إن السّفر عبر الزمن علميّاً هو ممكن أمّا تطبيقيّاً فهو صعب جداً، فعلى حسب تعبير العالم الفيزيائيّ الرّاحل ستيفين هوكينغ في كتابه”أجوبة مقتضبة عن أجوبة
كثيرة” إنّ السّفر عبر الزّمن مستبعد في الوقت الرّاهن نظراً الى أنّنا غير قادرين علىدبناء آلة للزّمن في ظلِّ التقنيّات المتوفّرة في الوقت الحالي ولكن حسب قوله من الممكن أن نتمكّن من فعل ذلك مستقبلاً.
وأخيراً وحسب النظريّة النسبيّة لألبرت أينشتاين إن التنقّل عبر الزّمن يعتمد على القدرة على التنقّل بسرعة الضوء والتنقل بهذه السّرعة يتطلَّب مقداراً غير محدود من الطّاقة ما لا نستطيع تأمينه في الوقت الحالي، وحتى لو تمَّ ذلك فلن نضمن إلى أين سوف نتّجه للأمام أم للوراء!
بعد كلّ ما ذكرناه، هل السّفر عبر الزمن هو حقيقة أم ضربٌ من الخيال؟
