أحمد علي سماحة 1-8-2021
ربٍما سأعودُ لاحقاً إلى شدّ القلمِ على الورقة، لكن لا بدّ من إرخائه قليلًا, فكما على الجسد واجبُ الوقوف دقيقة صمت على أرواحِ مَن ذهبتْ أرواحُهم سَوْءَةَ حُكم وطغيان, فعلى الأقلامِ أيضاً واجبُ رصّ الحروف لتخيل بذكراهم التي لم تعد تملك مستوى الانفعالية السابقة.
لا يكتملُ نهارُ المواطنِ اللّبنانيّ إنْ لم يرِدْ ذِكرُ مُفردةِ الموت على لسانه، مُسهباً بتعداد الأسباب، وكأنّ مَلكَ الموتِ جالسٌ أمامه يستمعُ إلى روايةٍ فرانكوفونيْة بِلغةِ الضّاد. جواد بدران, فاطمة قبيسي وفتياتُها الأربعة: زهراء وآية وليا وتيا, وجارهم الشّاب حسين علي زين, الطّفلة جوري مازن السيد, والطفلة زهراء حسن طليس. عجباً لسياسة لا طائفية فيها, أخذت من كلّ الطّوائف أناساً حرمتهم الحياة.
في لبنان لم يعد هناك متّسَعٌ لتجميعِ المشاعر ودفقها, فحقنة المخدّر أخذت مفعولها, في لبنان فقدنا الدّهشة من الفساد فقد أصبح روتيناً يوميّاً في حياتنا, في لبنان فقدنا وطناً. في رواية للكاتب غسان كنفاني يسأل زوجته استنكارا:”ما هو الوطن يا صفيّة؟ الوطن هو ألّا يحدث ذلك كله