مقال: بقلم ريان نجم
تدقيق: هادي نصار
العملُ التطوعيُّ : نعمةٌ أمْ نقمةٌ ؟
يعدُّ العملُ التطوعيُّ الركيزةَ الأساسيةَ لبناءِ مجتمعٍ قويٍّ و مُتعاون، حيثُ يُسهِمُ المُتطوّعونَ في تقديمِ وقتِهِم و جهدِهِم لِخدمةِ المجتمعِ دونَ مقابلٍ ماديّ، كَمُحاربةِ الفقْرِ وَدعمِ التعليمِ وتحسينِ الصّحة ، الأمرُ الّذي يُعزِّزُ الشعورَ بِالمسؤوليّةِ وَالانتماءِ إلى المُجتمع .
يُعتبرُ العملُ التطوعيُّ الطريقةَ المُثلى لِتقديمِ المساعدةِ للآخرين، فَهو ليسَ وسيلةً لإحداثِ فرقٍ في حياةِ مَن حولِكَ وَحسب ، بلْ فرصةً ذهبيّةً لِتطويرِ مهاراتِكَ وَإنجازاتِك. فَمِن خلالِه، يكتسِبُ المُتطوعونَ مهاراتٍ جديدة، كالقيادةِ وَالتواصُلِ وكيفيّةِ التّغلُّبِ على المُشكلاتِ الّتي قدْ تواجهُهم ،كَضيقِ الوقتِ أو نقصٍ بِالمواردِ .
نظرةُ العالمِ للعملِ التطوعيِّ :
في الآونةِ الأخيرة ، كانَ يُنظَرُ إلى العملِ التطوعيِّ على أنّهُ فعْلٌ نابعٌ منَ الرّحمةِ أو الواجبِ الأخلاقيِّ . فكانتِ المشاركةُ تَتِمُّ بِشكلٍ عفويٍّ وغيرِ منظم . وغالباً ما يُعتقَدُ أنَّ هذا العَملَ مُجرّدُ مساعدةٍ لِلفقراءِ و المُحتاجينَ ، أو أنّهُ وسيلةٌ استغلاليّةٌ لأغراضٍ تسويقيّةٍ مموّلةٍ منَ المنظّماتِ أوْ الشّركاتِ الكُبرى .
أمَّا اليّوم ، وفي ظلِّ العولمَة ، أصبحَ العملُ التطوعيُّ جزءاً لا يتجزأُ منَ النّسيجِ الاجتماعيّ ، و غدا نِطاقُهُ عالميّاً ، حيثُ أتاحتِ التّكنولوجيا وسائلَ جديدةً للإنخراطِ في المبادراتِ التطوعيّةِ عبرَ الإنترنت، ممّا أدّى إلى توسُّعِ مجالاتِ العملِ التطوعيِّ ليشملَ العديدَ منَ التّخصُّصاتِ ، وَيجذِبَ الفئاتِ كافة ، بحيثُ يتمُّ توجيهُهم نحوَ برامجٍ مهنيّةٍ توفِّرُ لَهُم التدريبَ و الدعم، الأمرُ الّذي يُعزِّزُ من فعاليّةِ جهودِهِم . كما و يُعتَرَفُ بِإنجازاتِهم مِن خلالِ تقديمِ الجوائزِ وَالشّهاداتِ لَهُم ، مِمّا يزيدُ منْ احترامِ العملِ التطوعيِّ .
خِتاماً ، تطوّرَ العمَلُ التطوعيُّ بِشكلٍ إيجابيٍّ على مدارِ الزّمنِ، فَهو سِمةُ المُجتمعاتِ الحيويّة، لِدورهِ في تفعيلِ وإثراءِ طاقاتِ المُجتمعِ بِمُنجزاتِ أبنائِهِ وَسواعدِهِم .