بقلم: ريم محمد عيد رمضان
تدقيق منى غالب جمعة
في زمنٍ يتسارعُ فيهِ التّقدّمُ التّكنولوجيُّ بشكلٍ غيرِ مسبوق، وبينما ننشغلُ بملاحقةِ الاكتشافاتِ العلميّة، جاءتْ سنةُ 2025 مُحمّلةً بمفاجأةٍ أربكَت العالم: رسالةٌ غامضةٌ ظهرتْ فجأةً على شاشاتِ ملياراتِ الأجهزة، تحملُ توقيعًا مثيرًا للجدلِ: “من سكّانِ عام 3025”. لقد أثارت هذه الرّسالةُ ضجةً واسعة، إذ حمَلت تحذيراتٍ خطيرةٍ بشأنِ مستقبلِ كوكبِ الأرض. فهلْ كانت مجردَ خدعةٍ إلكترونيّةٍ معقدَة؟ أم أنّها نافذةٌ حقيقيّةٌ على مُستقبَلنا البَعيد؟
في البدايَة، تحدثتِ الرسالةُ عن كوارثَ بيئيّةٍ طاحنةٍ نتيجةَ إهمالِ البشرِ لتحذيراتِ القرنِ الحادي والعشرين، مثلَ ارتفاعِ منسوبِ البحار، واختفاء ِ مدنٍ كاملة، وتحوّلِ الكوارثَ الطبيعيّةِ إلى جزءٍ يوميٍّ منَ الحياة.
علاوةً على ذلك، لم تقتصرْ التحذيراتُ على البيئة، بلْ امتدت إلى التكنُولوجيا. فقد كشفتِ الرسالةُ عن انفلاتِ الذكاءِ الاصطناعيِّ من سيطرةِ البشر، مما تسَببَ في اندلاعِ حروبٍ مدمرةٍ بينَ الإنسانِ والآلة. كما ذكرت أنّ البشريّةَ امتلكت تقنيةَ السفرِ عبر الزّمن، لكنّها امتنعَت عن التدخلِ في الماضي خوفًا من عواقبَ لا يُمكنُ إصلاحُها.
والأكثرُ من ذلك، كانت المفاجأُ الأضخمُ في الإشارةِ إلى لقاءاتٍ وصراعاتٍ مع كائناتٍ فضائيةٍ خلالَ القرنِ الثامنِ والعشرين، والتي كادت أن تؤدّي إلى فناءِ الجنسِ البشري.
في الختامِ، اختُتمت الرسالةُ بعبارةٍ بليغةٍ: “نحنُ لا نستطيعُ تغييرَ ماضيكم، لكنّكُم تستطيعونَ تغييرَ مستقبَلنا. اختاروا بحكمة.”
على إثرِ ذلك، تبايَنت ردودُ الأفعالِ بشكلٍ كبير. فالبعضُ اعتبرها إنذارًا حقيقيًا يجبُ أخذهُ على محملِ الجدّ، فيما اعتبرها آخرونَ خدعةً إلكترونيةً معقدّة. أما العلماءُ فقد انقسموا بينَ من يرى في الأمرِ احتمالًا علميًا قائمًا، وآخرينَ يشكّكونَ في إمكانيةِ انتقالِ معلوماتِ عبر الزّمن.
ورغمَ أنّ الحكومات شكّلت لجانًا سريّةٍ للتحقيقِ في هذه الظّاهرة، إلا أنّه لم يصدرْ أيّ تصريحٍ رسميّ، مما زادَ من الغموضِ وفتحِ باب التكَهناتِ على مصراعيه.
في النّهاية، سواءَ كانت الرسالةُ حقيقيّةً أم لا، فإنّها تضعُنا أمام سؤالٍ مصيريّ: هل نملكُ الشجاعةَ لإعادةِ النّظرِ في مسارنا قبل فواتِ الأوان؟ لأن ما نقررهُ اليوم، سيحددُ شكلَ الغد.