عندما نعترفُ بأنّنا لسْنا مسيطرين حقًا ،هنا تسيرُ عقولنا باتّجاهين مختلفين: في بعض الأحيان نشعرُ بالقلقِ والإحباط ونفاد الصّبر والذّعر ، والحاجة إلى تصحيح مشكلةِ عدمِ السيطرة هذه ، ومحاولة أن نصبحَ على الأقلّ في السّيطرة على الحلّ مع الشّعور بالهدف السّليم ؛ في أوقات أخرى ، نشعرُ برفع الأثقال عن أكتافنا ونتنهّد بعمقٍ من الرّضا حتّى لو كان الحزن مازال قائماً.
فهل نريدُ عبءَ هذا الدّرسِ الجديد ونكرّم الدّعوة إلى إصلاح العمل والوعي الأعمق؟ أم هل يمكننا أن نكتفي ببعض التّفكير الحسّن والرّاغب حول كيف كانت الأمور في السّابق ، أو كيف يمكن أن تكون مختلفة؟ الأشياء ستحدث ، فمن المتوقّع أن تُحدِثَ المأساةُ مفاجآتٍ، وهنا لا يمكن أن يكون هدفنا هو الاستعداد للتّأثير ، ولكن توجيه الفوضى إلى منصّة الهبوط وتغيبرها إلى حدّ ما .
ويمكن أن تأتي الكارثة غيرَ مصحوبةٍ باليأس فنتمكّن عندها من رؤية مشاكلنا وصراعاتنا وتوتّراتنا ، ونلاحظ الجزء منّا الّذي يتمّ تنشيطه: الأنماط المعتادة وغير الواعية الّتي نكرّرها لإبقائنا نقاتل في نفس معارك البقاء وبحالةٍ من اليأس .
إنّ الحروبَ الّتي نخوضها ضدّ الواقع يتمّ الاحتجاج عليها بأنفسنا لا نحتاج إلى القتال يمكننا مواجهة التّحدّيات والمضيّ قدمًا في سلام.
من الممكن أن يكون التّخطّي لإيجاد الدرس مفيدًا في معالجة مشاعر الفقد في الواقع ، قد تدرك قريبًا أنّك تتحكّم في الجدول الزّمني للحزن والحداد والخسارة ، من الاستياء ، ليس عليك التّسرع في الأمر ، ولكن يمكنك اختيار عدم التّباطؤ ، فقد تلاحظ أنك بدأت في الحصول على مزيد من الفضول حول وجهات النّظر المختلفة والحلول المحتملة ، والمزيد من الأفكار حول سبب الألم ، وأقلّ اهتمامًا بما يؤلم ومن فعل ذلك هذا الفضول هو جزء البحث عن الحكمة.
نعاني الكثير من المشكلات في حياتنا وغالباً ما يكون سببها الرّئيسي فقدان القدرة على التحكم بأنفسنا، وفي عواطفنا وانفعالاتنا أو حتّى سلوكنا، فالشّخص الّذي يقدر على التّحكّم بذاته هو شخص متماسك واثق من نفسه، ومن أفكاره، وقادر على امتصاص غضب الآخرين، وضبط نفسه، وبالطّبع هذا يمنعه من التسرّع والاندفاع الذي يعرضه للفشل والخسارة، ولذلك يجب أن يتّخذ الإنسان قراراً بتغيير ذاته وبالتالي سينعكس ذلك على حياته بشكل إيجابي.
وقد يكون بناء ضبط النّفس أمراً صعباً، ولكن من الممكن إحداث تغيير في حياتك وإدارة اندفاعاتك وانفعالاتك.
إنّ الشعور بالتّحكم أكثر في نفسك يمكن أن يؤدّي إلى الشعور بتحكم أكبر في الحياة، والشّعور بمزيد من القوة حول من أنت، ويساعدك في تعزيز مشاعرك بتقدير نفسك أكثر.
كلّ منّا كان ضحيةً للشّعور بالضّيق في وقت ما في حياتنا، وكنّا أيضاً سجناء العواطف السّلبية الّتي قد تكون في صورة خوف أو حزن أو ألم، أو عادات سلبيّة والّتي تتسبب في أضرار كثيرة على المدى الطويل.
لذلك تحكّم بعواطفك، وبطريقة نظرك لأي موقف لأن على أساسها ستترتب مشاعرك سلباً أو إيجاباً.