أميرة مغامس
٢٠٢١/٤/٣٠
قيلَ قديماً :”الوقتُ كالسّيف إن لم تقطعْهُ قطعَك”.من هنا تظهر أهميّة الوقت في حياة الإنسان، فهو سلاح قاتل إن لم نحسنْ إدارتَه واستغلاله في تنظيم حياتنا.فلكلّ عملٍ نقوم به شروط وخطّة، ووقت للتّنفيذ، وهدف يجب تحقيقه، ولكي نضمن النّجاح علينا تحديد مدّة من الزّمن لأي مشروع والالتزام بها، فالتّقاعس أوّل خطوات الفشل.إِنّ اختراع السّاعة ساهم كثيراً في ترتيب يوميّاتنا لأنّها تذكّرنا دوماً بالوقت (وقت الاستيقاظ، وقت العمل، وقت الطّعام….).الوقت قطار ذو طريق واحد لا يعود أبداً للخلف، ولا ينتظر أحداً، أنت من عليه المحافظة على محطّاته والّلحاق بها، وتحديد أولويّاتك وأهدافك في كلّ محطّة من عمرك.نعم هو نعمة كبيرة وثمينة إن استثمرناها في العملِ والنّجاح وتحقيق أهداف سامية منتجة لنا ولمجتمعنا من حولنا، فردٌ منتج مجتمع مزدهر وراق ومتقدّم.ولكن للأسف معظمنا لا يمتلك القدرة بالحفاط على هذا الكنز الثّمين، فيسرف في الفوضى، والكسل والإسفاف، وإضاعة الوقت في أمور لا فائدة فيها بل يمكن أن تكون ضرراً عليه وعلى آخرين.نعم ومن المؤسف أكثر أنّنا من أكثر الشّعوب هدراً للوقت، نقضيه في الملامة والبكاء على أمجاد الماضي، ولوم المجتمع والسّاسة والظّروف. إدارة الفرد ونجاحه في الحياة هو نجاح لأسرته ولمجتمعه، السّرّ يكمن في كلّ واحد منّا.وخير مثال على ذلك دول كبرى مثل الصّين واليابان، لشاهدَ كبير على أنّ احترام الوقت وحسنَ إدارته يجعلك في القمّة،يجعلكَ منافساً وندّاً، لا أن تنتظر معونات من هنا وهناك وأنت بيدك كلّ الإمكانيات فقط ينقصك التّدبير، والبقاء في سباق مع الزّمن فإن غفوت قليلاٍ ستبقى في الخلف دائماً.وهناك قول للرّسول الأكرم جاء فيه:” لا تزولُ قدما عبدٍ يومَ القيامةِ حتّى يُسْأل عن عمرِهِ فيمَ أفناه، وعن عِلمه فيمَ فعَل، وعن مالِهِ من أين اكتَسبهُ وفيمَ أنفقه، وعن جسمِه فيمَ بلاه”.من هنا علينا الاستفادة من وقتنا القصير في هذه الحياة وأن نترك مروراً يُحتذَى به ويُقدّر، أو نهجاً مشرِّفاً لأجيالٍ قادمة، أن نكونَ أشجاراً مثمرة منتجة، لا عاقراً لا فائدة منها ولا أهميّة لوجودها. وكلّ ذلك يبدأ من كيفيّة إدارتك لوقتك مذ لحظة استيقاظك حتّى نومك، فالعمر فرصة لا تتكرّر مرّتين.