نفقُ الحرّيّة..مقال بقلم أميرة مغامس .

نفقُ الحرّيّة..مقال بقلم أميرة مغامس .

هل تعرف معنى أنْ يحفر أحدُهم الصّخر من أجلِ حرّيّته ؟
هذا ما فعلَه ستّةُ أسرى فجرَ السّادسِ من أيلول هرَبًا من سجن جَلبوع شمال فلسطين.

سجن جلبوع هو سجنٌ تابعٌ لمصلحة السّجون الإسرائيليّة. يقع في منطقة وادي جالود، عند سفحِ جبل جلبوع، وهو واحد من خمسةِ سجون تابعة لمصلحة السّجون الإسرائيليّة الّتي يتمُّ منحها أعلى مستوى من الأمن.

تمَّ افتتاحه في نيسان سنة ٢٠٠٤ وهو عبارة عن خمسةِ أقسام، وفي كلّ قسم توجد ١٥ غرفة، تتّسع كلُّ غرفةٍ لـثمانية أسرى. وهو محاطٌ بجدارٍ يبلغ ارتفاعه تسعةَ أمتار.


هو أحدُ أكثرِ سجونِ الاحتلال تحصيناً ويُلقّبُ في إسرائيل بـ”الخزنة الحديديّة” بسبب إحكام الإجراءات فيه لمنع أيّ محاولة فرار منه ويُطلق عليه الأسرى الفلسطينيّون اسم “غوانتنامو الإسرائيلي”.
اشتهر السّجن بعد حادثة هروب ٦ أسرى فلسطينيّون من سجن جلبوع. وهو حدث أمنيّ وقع في صباح السّادسِ من أيلول ٢٠٢١ بينهم أربعة محكوم عليهم بالسّجن المؤبّد وهم: محمود عارضة، محمّد عارضة، يعقوب قادري، أيهم كممجي، و زكريّا الزّبيدي ومناضل نفيعات، حيث استطاعوا الهرب من خلال نفق حُفر في زنزانة السّجن.


 أُعلن مساء ١٠ أيلول عن الإمساك باثنين منهم: يعقوب قادري ومحمود عارضة، وفي ساعات الفجر الأولى من تاريخ ١١ أيلول ٢٠٢١، تمّت إعادة اعتقال زكريا الزّبيدي ومحمّد عارضة. وفي صباح نهار الأحد ١٩ أيلول تمّ اعتقال أيهم كممجي و مناضل نفيعات في جنين


نعم أُلقيَ القبض على أبطالنا، لكنّ هذا لا يغيّرُ من بسالةِ المشهد وعظمة البطولة الموجودة فيه. المشهد الحقيقي أنّ هناك ستّة من أبطالنا علّموا الإحتلال درساً لن ينسوه، وعلّمونا ألف درس في النّضال والمقاومة. غابت أقمارنا السّتّة.