خطفني اليه! مقال بقلم احمد قانصو

خطفني اليه! مقال بقلم احمد قانصو

بعدما أنْهيتُ الأسبوعَ وحانَ وقتُ العطلةِ
قرَّرْتُ أن أذهبَ إلى مكانٍ مجهولٍ لا يعرِفُهُ أحدٌ سِوى عقلي و قلبي. ففي هذا اليومِ أوقفتُ الخريطةَ الالكترونيّةَ وأعطَيتُ قلبي المفتاحَ ليسيرَ ويذهبَ إلى مكانٍ جميلٍ هوَ يختارُه.
وأنا في طريقي إلى المكانِ المجهولِ ،نظرْتُ إليهِ نظرةً لم أقصدْها فبعد ثوانٍ أدركْتُ بأنّني خُطِفت.
نعم خطفَني لِشدّةِ جَماله ،تمنَّيْتُ أنْ أغمُرَهُ ولكن لم أستطِعْ ،شردْتُ في جمالِهِ الأزرق الّذي سرَقَهُ من السّماء و اتّخذَهُ لوناً له.
قلتُ له:يا أجملَ ما رأت عيناي ،يا أجملَ شيء في حياتي هل يمكنني أن أضمَّكَ وأشعرَ بدِفء حنانك؟
تخيَّلتُ لِلحظاتٍ كميّةَ الهمومِ الّتي رُمِيت فيه ،كميّةُ الحزنِ والأسى. سرقَني التّفكيرُ لبضعةِ لحظاتٍ وأنا أتخيّلُ الأشياءَ الجميلةَ الّتي رُمِيت فيه بسببِ مشاعر زائفةٍ و كاذبةٍ من أحدهم ،في كلِّ مرّةٍ يُتّهَمُ بأنّهُ سببُ الفراقِ ولكنّ الحقيقة بأن لا ذنبَ له .
يا أيّها البحرُ الفاتن ، أيُّها المرسومُ بأجملِ ريَش الخالق،يا من تمعّنَ به ربي وصوّرَك لتكون أروعَ ما في الوجود.
عندما أنظرُ إليك تشدُّني اللّهفةُ لِأُفضفِضَ لكَ عمّا يجري، لاعترف لك عن بعضِ الأمورِ الّتي لا يمكنني إخبارها لأحدٍ غيرك،أنظرُ إليك فأتخيّل ما رُمِي في أعماقكَ و كيف تمكّنتَ من الاحتفاظِ بأوجاعِ الجميع في باطنك دون أن تخبرَ أحدا.
تمنّيتُ لو أكونَ مثلك،تمنّيت أن أُغرِقَ بعضَ الأشخاصِ التّافهين في حياتي و أنقلَهم إلى حياة ثانية بعيدة عنّي،تمنّيت أن أُفرِحَ مَن يحبّني مثلك كفرح عشّاق السّباحة…تمنّيتُ و آه لكثرة ما تمنّيت!
سأذهبُ الآنَ والدّمعةُ في عيني سأجعلُها تروي خيبةَ أملٍ لتعودَ
وتُزهر َمن جديد. فإلى اللّقاء يا صديقي ..إلى اللّقاء