الصّداقةُ جوهرةٌ تزيدُ قيمتُها كلّما
مضى عليها الزّمن..”
يُقال : الصّداقةُ كنزٌ عظيمٌ لا يُقدّرُ بثمن ،وهي مثلُ
الغيمةِ الّتي تُمطرُ على أرواحِنا منَ الخيرِ، الحبّ والوفاء. هي المرسالُ بينَ القلوبِ الوفيّة ،وجسرٌ منَ المحبّةِ لا يتغيّر ُولا يتبدّلُ مهما عصفتْ بِنا رِياحُ الحياةِ مِن ظروفٍ قاسيةٍ ومأساويّة. فهي الّتي تُبنى ربَّما عن طريقِ صدفةٍ أو من نظرة. فالصّداقةُ أهمُّ منَ الزّواجِ لا بل أجملُ بكثير فهي لا تحتاجُ لأسباب ومصالح كي تبنى، عندما تدخلُ المصلحةُ على خطّ الصّداقة لا يجبُ أن تُسمّى هذه العلاقةُ صداقةً حقيقيّة، هنا أصبح المعنى مختلفاً تماما .
هنالك كلماتٌ وحروفٌ وقفتْ عاجزةً عن وصفِ مقدارِ المحبّةِ بين الأصدقاء الحقيقيّين. وبعضُ العلماءِ صنّفوا الصّداقةَ الحقيقيّة بأنّها اتّصالٌ روحيّ واتّصالٌ حسيٌّ ، فالصّداقةُ لا تغيب مثلما تغيبُ الشّمس ،ولا تذوبُ كما يذوبُ الثّلج ولا تموتُ إلا إذا مات الحبّ . فمهما تبدّلَ الزّمان وانتهتِ العلاقاتُ وتغيّرتِ النُّفوسُ سيبقى هنالك شخصٌ يستحق أن يكون صديقك ويستحِقُّ أن يُلقّبُ بالأخ، والسّند وتنطبِقُ عليه مقولة “الصّديق وقت الضّيق”.
فالصّداقة هي الوردةُ المُتفتِّحةُ الّتي يفوحُ عبيرُها الطّيّب في الأرجاءِ. هي الّتي تسكبُ في أرواحِنا الرّاحة والطّمأنينة ،هي الّتي تشاركُنا اللّحظاتِ الجميلةَ .فهي عروةٌ وثقة لا تنقطع ولا تلين . الصّداقة هي إحساسٌ نابعٌ من صدقِ قلبكَ وطيبتِه .فإن أردتَ أن تعلمَ إذا كنُتَ على صداقةٍ حقيقيّةٍ فيجب أن تشعرَ بألمِ صديقِك دون أن يتكلّم، وأن تسمعَ ما يدور في رأسهِ دون المجيئ لإخبارك، وأن تنظرَ إليه ومن رمشةِ عينٍ واحدة تفهمُ كلَّ ما يشعرُ به.
فهي مثلُ الذّهب لا تنقصُ قيمتُه أبدًا مهما علا الغبارُ عليه ومهما تعرّض للضّغوطات، لذلك يجب على كلّ شخصٍ اختيار أصدقائه بعناية، كي تكون صداقتُهُم نموذجًا ناجحًا مثمرًا في الحياة، وأن تكون صداقةً أساسها الخير دائمًا.