الحربُ على الصّفيحِ المتجَمّد …بقلم عباس روماني

الحربُ على الصّفيحِ المتجَمّد …بقلم عباس روماني

ذابَ الثّلجُ وظهرَ الكنزَ، في القطبِ المتجمّد الشّماليّ ظهرتْ ثروةٌ هائلةٌ والكلّ يريدها.فبعيداً عن المناطق التّقليديّةِ الّتي يتصارعُ فيها الكبار في آسيا وأفريقيا والمحيط الهادئ، صراع الأقوياء هذه المرّة يتّجهُ نحو الشّمال.

في عام 2000 صدرَ أوّلُ تقريرٍ عن دائرةِ المسحِ الجيولوجيّ الأمريكيّ ورجّحَ أنّ القطبَ الشّماليّ يحتوي على 25 % من ثروات الإحتياطات العالميّة غير المكتشفةِ من النّفط والغاز إضافة إلى احتياط كبير من الماس والذّهب فبِلُغةُ الأرقام هناك نحو 90 مليار برميل من النّفط وهي كميّة كافية لتغطية الطّلب الأمريكي على النّفط لمدة 12 عاماً.

بالإضافة لوجود 50 ترليون متر مكعب من الغاز، وجزء بسيط من هذه الثّروات كافي لإشعال حروب عالمية.

بوادرُ الصّراعِ في الشّمال قد بدأت، والبداية كانت بعسكرة في القطب الشّمالي حيث بادرت الدّول الكبرى لتصدير عدّتها وعتادها إلى الشّمال والبداية من الدّبّ الرّوسي، حيث أعلنت روسيا عن افتتاح قاعدة عسكريّة ضخمة سمّتها (شمروخ).

وذلك لتأمين حضورها بحيث يقول الرّوس بأنّ المساحة الّتي يعتبرونها ملكيّة شرعيّة لهم في القطب الشّمالي تفوقُ مساحة فرنسا وألمانيا مجتمعتين، فبهذه المساحة ستثير غضبَ الأمريكيين بالدّرجة الأولى والّتي يرصد العالم أجمع مناوراتٍ عسكريّةً لها في الشّمال وتحديداً في ألاسكا كانت أضخمها في عام 2019 استمرّت المناورة 12 يوماً بمشاركة خمسة آلاف جنديّ وضابط ومايزيد عن 120 طائرة وعدد كبير من السّفن الحربيّة.كما ينشرُ البنتاغون الأمريكي 27 ألف جنديّ متمركزين في ألاسكا.

غير أنّ هناك اتفاقيّات تنقيب بين روسيا والصّين فمن المؤكّد أنّ الولايات المتّحدة لاترحّب بالصّينيين وتواجدهم بأيّ مكان فبحسب تقديراتِ الرّوس فإنّ مجموعَ الثّروات الّتي في مناطقهم فقط في القطب الشّمالي يتجاوز الثّلاثين ترليون دولار وهو رقم يستحقُّ أن يستعينَ الرّوس بالصّينيّين لأجله فمشكلةُ واشنطن مع بكّين، هو احتماء الصّينيّين بالآلة العسكرية الروسية وهو ماترجمه التّحالفُ الرّوسي الصّينيّ في الشّمال.