السّحرُ الأسوَد- مقال بقلم علي عبدالسّاتر

السّحرُ الأسوَد- مقال بقلم علي عبدالسّاتر


بعضُنا لا يُؤمِنُ به، والبعضُ الآخرُ يُدرك أنّهُ من أخطرِ الممارساتِ البشريّة، منذ فجرِ التّاريخ حتّى الأمس القريب…
هذا الموضوع أحدث جدلاً واسعاً منذ القِدم، لذا وجبَ علينا البحث والمعرفة.
فما هو السّحر، ما مضمونه، وما هي وسائله؟
السّحرُ الأسودُ هو شكلٌ من أشكال الشّعوذة الّتي تقومُ على الأذى والقتل والسّرقة وغيرها.
يتِمُّ تنفيذها عبر تعاليم شيطانيّة، باستخدام بعض الأدوات مثل: الشّموع، البخور، الماء، الدّماء، وأعضاء حيوانيّة وأحياناً بشريّة.
مضمونها طلاسمُ ورموز غير مفهومة..
لقد عرفت البشرِيّةُ هذا السّحر منذ زمن، واعتُبر السّحرُ والمشعوذون آنذاك من ذوي الشأن العظيم، وتولّوا مناصبَ ومراكزَ رفيعة، وجعلوا النّاس يعتقدون أنّ بإمكانهم التّحكّم بواقع الحياة وظروفها.
عرفَ السّحرُ الأسودُ رواجاً وصيتاً عند معظم الحضارات القديمة.
في الحضارة البابليّة انتشرَ بين النّاس عن طريق الشّياطين، وظهر في مقابرِ الفراعنة. والجدير ذِكرُهُ أنّ ممارسي هذا السّحر يتّبعون طرقاً وحركاتٍ جسديّةً، ويردّدوم نصوصَ وكلماتٍ غير مفهومة، ويرسمون طلاسمَ معقّدةً تحتوي على رموزَ مختلِفة،كلّ ذلك لاستحضارِ القِوى الشّريرة وإحداث الضّرر بمن حولهم، وفي المقابل، تجدُهُم أحياناً بحاجةٍ إلى أشياءَ حِسّيّةٍ ملموسةٍ:كالشّعر والعظام، والدُّمى، وأخطرُ من هذا كلِّه، دِماء البشر! إنّ هذا لشيءٌ مرعبٌ بحقّ!
أمّا اليوم، فقد باتَ لهذا السّحر قواعدَ وأُسس، وصارَ له منهجاً وكتباً يدرّسُ بها ومن أشهر تلك الكتبِ المحرّمةِ “شمسُ المعارِفِ الكبرى” و”العزيف”، وهذه الكتُب محرّمة في الشّريرة الإسلاميّة.
خِتاماً، طرحُنا لهذا الموضوعِ كظاهرةٍ موجودة لا أكثر، لا بهدفِ التّبني، أو الاعتقاد بها، أو التّشجيع عليها.
ويبقى السّحرُ الأسودُ كإِسمِه مصدراً للظّلام والشّرّ، عالَمٌ حالِك يجب الإبتعاد عنه، إن اعتقدَ البعضُ به وأنكرهُ البعض، تبقى مقاليدُ الأمورِ بأسرها بيدِ الّله…