عندَ جبلِ الجرمَق في فلسطين، في شمالِ غرب الجليل، يقيمُ الصّهاينةُ سنويّاً احتفالاً ثانويّاً في الثّامنَ عشَر منَ الشّهرِ العِبرِيّ، وهو الثّالثُ والثّلاثون منَ الأومير، واليوم التّاسع والأربعون الّذي يفصلُ بينَ عبد الفصح والشّافعوت (عيد الأسابيع) عند اليهود الأرثوذكس.وتُقامُ مراسمُ إيقادِ الشّعلةِ المركزيّةِ في باحةِ ضريحِ الحَبرِ الجليلِ رابي شمعون بار يوحاي في قرية ميرون الواقعة إلى الغربِ من مدينة صفد.
وتتوافَدُ عادةً إلى هذا المقامِ جموعٌ غفيرةٌ منَ المحتفلينَ من أنحاءِ(فلسطين المحتلّة) لحضورِ المراسم الدّينيةِ للتّبرّك والتّشفُّع.
عندَ السّاعةِ الواحدةِ صباحاً،وفي ٣٠ أبريل كانَ اليومُ المشهود، أُطرِبَت مسامعُ الأحرار، إذ بعدَ التّدافُعِ الّذي حصلَ في مدينةِ صفدَ الفلسطينيّةِ، انهارَ الجسرُ الّذي حملَ الحاخامات والمتديّنين اليهود، ما أسفرَ عن نفوقِ ما لا يقلّ عن ٤٥ شخصاً وإصابة اكثر من مائةِ آخرين، من بينهم العشرات الّذين أصيبوا بجروح خطيرة. وقد كانت من أسوأ الكوارث المدنيّةِ في التّاريخ الإسرائيليّ الغاصب، منذ حريق غابات جبل الكرمل عام ٢٠١٠الّذي أسفرَ عن مقتلِ ٤٥ شخصاً.
ويجري حاليّاً التّحقيق في الحادث، وقد قالت الشّرطةُ الإسرائيليّةُ بأنّ الحدثَ لا يمكنُ منعَه، وكأنّه تمّ فحصُ الموقعِ بحثاً عن عيوبَ هيكليّةٍ، لكن الأشخاصَ الّذي انزلقوا على السّلالم خرجوا عن سيطرة الشّرطةُ، ووفقاً لموقعِ “تايمز أوف إسرائيل”، قدّر المنظّمون أنّ ١٠٠ ألف شخصاً وصلوا مساء الخميس، وكان من المتوقّعِ وصول المزيد يوم الجمعة.
وصرّحَ قائدُ شرطة المنطقةِ الشّمالية شمعون لافي بأنّهَُ “يتحمّلُ المسؤوليّك كاملة “.
يقول الشّاعرُ كمال شهوان في إحدى قصائده:
“وطني يقبَعُ تحت الاحتلالِ منذُ سنوات
ويقولون الدُّنيا مفاوضات
يقتلونَ الأطفالَ والأمّهات
ويقولون الدُّنيا مفاوضات….”
فوقّعوا الآن إذاً على اتّفاقية الأرض الطّاهرة مقابل قذارةِ صهيونيّتكم. ما أحلى عدالة السّماء عندما تُبدع في الانتقام لكلّ دمعة أمّ ذُرفت على ولدها الشّهيد، لكلّ شجرة زيتونٍ تأصّلت في ربوعٍ ولجى.
خسئت أمَمٌ تلهثُ خلف التّطبيع، ولا زلتِ محطّ أطماع اليهود يا فلسطين.