بدايةً اني أعي جيدًا أنَّ هناكَ طقوسٌ دينية لا بد والأخذ بها على محمل الشريعة الإسلاميّة ، وأن هناك لباسٌ لا يجب أن نرتديه ،وأن الاسلام وضع هيئة يجب على المسلمات جميعًا التقيد بها كونها واجب اسلامي وليست خاضعة للاختيار الشخصي، ولكن فحوى رسالتي لمن يطلقون الحكم التافه ومن يعولون وفكرة الإغتصاب بشريعةٍ أخرى “مين قلها تلبس هيك” وهنا المعضلة.
منذُ ما يقارب السنوات وحتى اليوم ترى المجتمعات عامةً والعربية خاصةً أنّ المرأة هي مذنبةٌ في لبسها وفي جمالها وفي حجابها وأنَّ هناك شهواتٌ لا بأس أن يلبوها بالتحرش واغتصاب نساءها ، في المجتمع المتخلف فكريًا نرى ذوات الربع عقل يطلقون الأحكام الدينية وهم مجردون من أي فقهٍ ديني ، والضريبة الكبرى تقع على نساءٍ اختاروا الحجاب يقينًا وصُدِمنَ من عباراتٍ واعتداءاتٍ لفظية وجسدية فاذًا هل المذنب يبقى المرأة؟
روى فنان مصري أنّ الاغتصاب في مصر يطول الفتيات غير المحتشمات وهنا المذنب الامرأة في لبسها ، لتقاطعه احدى الفتيات وتروي عن حدثٍ طال شقيقتها المنقبة من ملاحقة شبان لها والتحرش بها لفظيًا وجسديًا فمن المذنب أيضًا؟
أحقًا تتمتعون بجهلكم بكل وقاحة وترون عبر منصاتكم التواصلية تشريعات دينية لا تمت للدين بصلة ، تشوهون الدين بأحاديث أنتم ترجمتموها في مخيلتكم وتتحدثون بكل عبقريةٍ سجيّة؟
لم يترك الإسلام للمسلم، ذكراً كان أو أنثى، أن تكون حاجاته وغرائزه هي التي تقرر له نظامه، بل ما جاء في القرآن والسنة قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا)[الأحزاب/36]. والجدير بالذكر أن لباس المرأة يعاقب الله عليه وليس المجتمع ، وان تعصِ الله ودينه بسبب نظرتك السطحية الى لباس المرأة فعليك بدينك وبكلمات الله الحق وليس تفسيرها الى ما يروق ذهنك.