التّعليم عن بُعد… فشلٌ تربويٌّ أم إهمالٌ وزاريّ؟! – مقال بقلم أحمد حشيمي

التّعليم عن بُعد… فشلٌ تربويٌّ أم إهمالٌ وزاريّ؟! – مقال بقلم أحمد حشيمي

انقضى عام ٢٠٢٠ بفشلٍ تربويٍّ ذريع، بعد ترفيعٍ جماعيٍّ.
وشاءت وزارةُ التّربية أن تبدأ عام ٢٠٢١ بمنهجيّة “التّعليم عن بعد” نتيجةً لتفشّي وباء كورونا.

فهل كانت لديها نظرةً مستقبليّةً عن مدى نجاح تلك التّجربة أو فشلِها؟ هل راعت ظروف التّلامذة وذويهم؟ ولن ننسى الكادر التّعليميّ، هل تمّ تدريبه مسبقاً، وتهيئة الظّروف الملائمة له؟ هل من خطط بديلة، وما مستقبل النِّظام التّعليميّ في لبنان، إلى أين؟

في سائر بلدان العالم حقّقت هذه التّجربة نجاحاً نوعاً ما، إلّا في لبنان، ففي كلّ يوم يواجه الأهل والطّلّاب والمدرّسون تحدياتٍ كثيرة منها :الانقطاع المتواصل للتّيّار الكهربائي، وضعف في شبكات الإنترنت،وعدم توفّر أجهزة إلكترونيّة في أيدي معظم التّلامذة نظراً لتردّي الأوضاع المعيشيّة بشكلٍ كبير.

إنّ التّعلّم بواسطة المنصّات الإلكترونيّة أضاف عبئاً على الأهل، إذ عليهم مواكبة أبنائهم إضافة إلى جهد إضافيّ حمله الأهل عن عاتق المعلّم في شرح الأفكار وترسيخها.

ولكن كما لكلّ تطوّرٍ حاصل وجهين، سلبيّ وإيجابيّ، فللتّعلّم عن بعد حسناتُه أيضاً، خيرٌ لنا مواصلة العمليّة التّعليميّة ولو بقدرٍ مقبول أفضل من الانقطاع نهائِيّاً، فهذا سيعيد المستوى التّعليميّ في لبنان سنوات إلى الخلف. نجاح قليل ولا خسارة فادحة.

ومن هنا يظهر دور الأهل كشريك أساسيّ في نجاح هذه العمليّة، وذلك من خلال تقديم كلّ الدّعم والتّشحيع لأبنائهم وعدم الاستخفاف أمامهم بهذه العمليّة كي يتعاملوا معها بجديّة.
إنّ هذه التّجربة ستكسب الأطفال والكبار خبراتٍ جديدة تفيدهم في المستقبل، ليكون لديهم دائما خططاً بديلة عند مواجهة أيّة عقبات أو حوادث طارئة.