في القرن التاسع عشر ، تأثر المحلل النفسي النمساوي سيغموند فرويد بشكل كبير بأفكار روسو وفلسفته ، وأدى إلى العلاج النفسي وأصبح والد التحليل النفسي ، وهو أسلوب سريري لعلاج الأمراض النفسية من خلال الحوار بين المريض والمحلل النفسي. ينشأ العلاج بالكلام من أفكاره حول تجارب الفرد والجهود البشرية الطبيعية لفهم العالم والحياة.
ليس التحدث عن عالمنا الداخلي سهلًا، وحين نشعر أن عالمنا هذا مختلف إلى حد كبير، يصبح البوح عما يدور فيه أصعب ربما. لكن ما الأفضل؟ أن نواجه الأمر وحدنا أو أن نستعين بالآخرين؟
في الحقيقة، لا جواب واحد لهذا السؤال، يمكنك أن تُبقي الأمر لنفسك أو أن تخبر الجميع، هذا قرار عائد تمامًا إليك: الخيارات كلها صالحة.
الاضطرابات النفسية منتشرة في العالم كله، لكنها تتزايد تزايدًا ملحوظًا في الأماكن غير المستقرة والأزمنة الصعبة، وتستهدف الفئات العمرية كلها فلا تستثني اليافعين أو الأطفال. يتجنب الناس عمومًا والشباب واليافعون خصوصًا الحديثَ عن المرض النفسي تفاديًا للإحراج والوصمة، وخشية تغير نظرة الآخرين لهم، إضافة إلى مسائل متعلقة بالسرية والثقة، ويعوق القلق والخوف التحدث وطلب المساعدة فيؤخران الحصول عليها، في حين يساعد الدعم الاجتماعي والتشجيع على المضي قدمًا.إذًا: التردد والتأخر في الحديث يؤخران الحصول على المساعدة في كثير من الأحيان.
فما إيجابيات التحدث عن المرض النفسي؟هناك كثيرٌ من النتائج الإيجابية المتوقعة مثلاً:التحدثُ عن المرض النفسي خطوةٌ مهمة على طريق الحصول على العلاج، الوصولُ إلى الأقران والتكلم معهم: الأقران هم الذين يعايشون مشكلتك نفسها أو أنهم تغلبوا عليها وتعافوا منها، قد يقدم الأقران كثيرًا من الآثار الإيجابية إلى حياتك، فالأقران :
– قادرون على فهمك جيدًا.
– سيساعدونك على المضي قدمًا والنظر إلى الأمام.
– سيساعدونك على استرداد إيمانك بنفسك وعلى النمو.
– يمثلون أمثلة حية لأشخاص تجاوزوا المرض النفسي وغلبوه وتابعوا حياتهم.
– قد يصبحون مناصرين وداعمين لقضيتك، ومناهضين للتمييز ضد المرضى النفسيين.
قد تتعرف إلى الأقران فرادى أو في مجموعات الدعم؛ ولأن مثل هذه المجموعات غير متوفّرة في كل المناطق، يمكنك أن تبدأ بواحدة في منطقتك .
الحصول على مساعدة في العمل: قد تحصل على بعض الفوائد في مكان العمل في حال أبلغت مسؤوليك وزملاءك عن مرضك النفسي، فمثلًا؛ يمكنك أن تطلب اتخاذ إجراءات خاصة أو تعديلات خاصة كتأخير موعد قدومك إلى العمل صباحًا، في حال كانت الأدوية التي تتناولها تسبب صعوبة في الاستيقاظ، ويخشى بعضهم إبلاغَ الزملاء في العمل أو أرباب العمل لئلا يظن هؤلاء أن المريض غير قادر على تحمل المسؤولية أو أنه كسول أو أقل جدية والتزامًا منهم .
إن الهدف من مواضيع علم النفس بحيث يبحث في السلوك من حيث علاقته بالحياة العقلية السلوكية والدراسة العلمية لسلوك الإنسان، والقدرة على التنبؤ به.