خمسةُ أيامٍ مُتتالية بليلها ونهارها ، تلتحفُ جدران البئر أطراف ريان النحيلة ما يقارب الستون متراً في العمق ، وفِرق الإنقاذ تبذلُ قصار جُهدها للوصول اليه من كافةِ الاطرافِ، وبعد عناءٍ وجهدٍ و عمل لعدة ايام ، تمَّ الوصول الى ريان ولكن بعدما فارقَ الحياة ليكون طيراً من طيور ِ الجنةِ ورسالة سماوية للبشر ، الذين عمَتْ أعينهم أموال الأرض وتثنت لهم الفرصة لكسبِ الاموال هؤلاء هم تُجار البشر فاقدي الانسانية ، وهو يصارع في بئرهِ وبين الاحتيال على الابِ واستغلالِ معاناته ،قام تُجار الإنسانية على فتحِ صفحاتٍ وهمية بإسم ريان ووالده لجمع تبرعاتٍ وكسب الأموال من الناس ، بينما تنغمس عائلة ريان بحزنها وتذرف الدم بدلاً من الدموع.
في حين خرج خالد اورام والد الطفل ريان في فيديو ناكراً هذه الصفحات بأنها غير تابعة لهم قائلاً فيه :” فتحوا صفحات باسمي على الفيسبوك ليأخذوا المال من الناس” ، ويضيف :”استغلوني أنا وابني تحت الارض
معلقًا:” لايمكن أن يكونَ للمُحتال ضميرًا ابدًا والاحتيال عبر الانترنت على وجهِ الخصوص يُمثل عالم موحش .
كما نوه والد الطفل الى أن الدعمَ والتضامن والوقفة الانسانية التي وقفها شعب المغرب والعالم العربي الى جانبه قد امطرت على قلبِ عائلته الطمأنينة والمحبة معبرًا عن موقفه بتضامنهم مع عائلتهِ التي كانت غارقة بمأساةٍ و أعينهم التي لم تَذقْ النوم منذ سقوط ريان في البئر .
كما كان ترقب الملايين من الناسِ نهاية سعيدة للطفل الذي ختمَ القدر قصته بحمل جثمانه قبل وصول فرق الإنقاذ اليه بلحظاتٍ قليلة رغم صموده في بئرٍ لا يتجاوز قطره ال30 سم .
نعم يا سادة،فالوحوش تسعى الى كسبِ الاموال بأية وسيلة مُتاحة لهم فأين العدل في مثل هذه المواقفِ؟…..
