كُن على دِراية✍🏽 مقال بقلم كهرمان مصطفى

كُن على دِراية✍🏽 مقال بقلم كهرمان مصطفى

لطالما سمعنا في الحوارات الإذاعية أو التلفزيونية أو حتى المقابلات التي نراها على وسائل التواصل الاجتماعي يتحدثون عن مصطلح الثقافة دون الإلمام بالمبنى الفلسفي للتعبير وتفرعات مفهوم الثقافة، دون فهم أن الثقافة تشمل جميع أوجه النشاط الإبداعي للإنسان، بما في ذلك الإنتاج المادي الذي لا غناء عنه للمجتمعات البشرية، فهل عرفنا معنى هذا المصطلح بمعناه الحقيقي سواء في مجتمعاتنا العربية أو الغربية؟ وهل عرفنا ماهي تفرعات الثقافة؟

عرف معنى الثقافة في اللغة العربية بأنها إدراك الفرد والمجتمع للعلوم والمعرفة في شتى مجالات الحياة؛ فكلما زاد نشاط الفرد ومطالعته واكتسابه الخبرة في الحياة زاد معدل الوعي الثقافي لديه، وأصبح عنصراً بناءً في المجتمع، ومنهم من اعتبرها أسلوباً للحياة إجمالاً، أي هي النظام الاجتماعي وما له من معتقدات وعادات؛ والتربية والتعليم هي واسطة من وسائط المحافظة على الثقافة وإيراثها من السَّلف إلى الخَلَف، أي أن الثقافة هي ملك مشترك، والتعليم ملك فردي، وكان أول من استعمل مصطلح الثقافة ليقابل به لفظة (  ) في العصر الحديث هو سلامة موسى -من طلائع النهضة المصرية-.فيما عرفت الثقافة وفق المفهوم الغربي للإشارة إلى ثقافة المجتمعات الإنسانية، وهي طريقة حياة تميّز كل مجموعة بشرية عن مجموعة أخرى، بحيث يتم تعليمها ونقلها من جيل إلى آخر؛ ويقصد بذلك مجموعة من الأشياء المرتبطة بنخبة ذلك المجتمع أو المتأصلة بين أفراد ذلك المجتمع، ومن ذلك الموسيقى، الفنون الشعبية، التقاليد المحببة، بحيث تصبح قيماً تتوارثها الأجيال.للثقافة تفرعات عدة: في حين يرى بعض العلماء أنها تقسم إلى قسمين رئيسيين:

مادية: وهي تتضمن كل ما ينتجه الانسان من مخترعات حسية

غير مادية: تتضمن الأعراف والعادات والتقاليد والقيم والأخلاق، وهي عناصر سلوكية التي يمارسها الفرد خلال حياته

وهنا لا بد من التمييز بين الثقافة المادية والثقافة الروحية، فالثقافة المادية تشمل انتاج الخيرات المادية (أي نشاط الانسان المادي). أما الثقافة الروحية فتشمل الوعي الاجتماعي للإنسان، بكل تفاصيله، الابداع الأدبي بكل أشكاله، المسرح، الموسيقى، الرسم، النحت، العلم، الفلسفة وكل ما يصنف ضمن النشاط الذهني الإبداعي وعادة يسمى بالثقافة الروحية. وهنا يجب أن نشير الى أننا لا يمكن تجاهل الرابط بين الثقافة المادية والثقافة الروحية، فهناك تأثير متبادل ودائم بين الثقافتين.

لأي ثقافة من الثقافات عناصر معيارية تأخذ شكل نماذج تمثل انماط السلوك الفردي التي يمارسها أعضاء المجتمع، وتعطى هذه الأنماط التماسك والاستمرارية والشكل المميز لأسلوب الحياة للناس والمتبنين لها، فإن هذه القيم الضمنية تؤثر في الاشكال الظاهرية الممارسة. والقيم المختلفة تتضح في اشكال المختلفة وهذا ما يمكن رؤيته مثلاً من انماط الزواج بين الأمريكيين والعرب فاختيار القرين او الطرف الاخر يقوم به الافراد في ثقافة معينة ويفرض من العائلات الأخرى وهكذا.

وفي المجتمعات الأوربية يعتبر تقديم الأشياء الثمينة خلال الخطبة وفي وقت الزواج ثانوياً ((وشكليا)) وفي المجتمعات اخرى كالمجتمعات العربية يعتبر اساسية ومنظمة ومتبعه

إن النمط الثقافي هو: “انعكاس العناصر المشتركة على السلوك الفردي لهؤلاء الذين يعيشون في الثقافة التي ولدوا في أحضانها مع هذا نتعرف على الطريقة الصحيحة في كلا المجتمعين ظاهرياً و ((ضمنيا)) وأكثر من هذا يستطيع اعضاء كل من المجتمعين القول بأن انماطهم وطريقتهم في الزواج هي الاصح.

لذا نستطيع القول إن الثقافة ليست مجرد إبداع روحي فقط بل هي موضوع شامل للحياة بكل مركباتها الفكرية والإنتاجية.