مآســـاة طائِر فينيــق✍🏽مقال بقلم ملاك يحيى

مآســـاة طائِر فينيــق✍🏽مقال بقلم ملاك يحيى

مآسَـاة طـائـر فـينيـق”’رسَـالةٌ من عاشقةٍ لـ معشوق’

هذا لست أنت، لبنان الذي عرفتُه سعيداً، يرتشفُ قهوتَه الصباحية مع أبنائه وفي المحافل الدولية، أنت اليوم حزين تعاني من وعكةٍ صحية تُدعى خيانة. لبنان الذي كانت ساحاتهُ تمتلئ بالضوضاء وأصوات الأطفال، أصبح اليوم ساحةً لتصفيَةِ الحسابات، والإقتتال.

في زيارةٍ قمت بها لبعض القرى البقاعية من فترةٍ لـيست ببعيدة، اكتشفت أنك تعاني من اليأس المدقع، فساحات بقاعِكَ التي كانت تمتلئ بالناس والأطفال وجدتها فارغة يملئها السكون. وعندما كنت أقترب من المحلات التجارية، التي تكاد تفرغ من البضاعة ومن المشترين، لأسأل عن الوضع المعيشي كانت العيون الحزينة تجاوبني قبل أن يفعل اللسان. أدركت حينها أن اللبنانيين يعانون من المصيبة نفسها، وأن حقوق اللبنانيين جميعهم دون استثناء، مسلوبة.

إن مرض الطائفية والتبعية الذي غرسه البعض منذ عقود، يجنيه اللبناني اليوم يأساً، وإحباطاً، وذُلٍّا، أمام الأفران، والمستشفيات، والبنك الذي وضع اللبناني فيه جنى العُمر.

وليس عنصريةً أو ما شابه ولكن ساحاتك بدأت تمتلئ بالمتجولون الغير لبنانيون، وعقاراتك بدأت تباع إلى غير أبنائك، وعملتك انهارت. كل ما وصلنا إليه اليوم ليس سوى صنيعة تجار الدماء الذين عبثوا بأمنك وآمانك وارتضوا على أنفسهم الخضوع والخنوع لدولٍ لا ترى فيك إلّا قطعةَ أرضٍ يتسابقون للسيطرة عليها وسرقة خيراتها ونهش ما تبقى منها من مؤسسات.

أصبح جيشك رهينة المؤامرات، أما شعبك فلا داعي لأن أخبرك عن سوء ما وصلت إليه حالته، فربما أخبرَك قبلي ذاك الطفل الذي دُفن في أرضك بعدما لفظته المستشفيات لعدم قدرة زويّه على تأمين المبلغ الكافي لمعالجته، أو ربما أخبركَ قبلي ربّ الأسرة الذي مات منتحراً لعدم قدرته على تأمين القوت اليومي لأطفاله، وعدم قدرته على تسديد الأقساط المدرسية.

أخيراً وليس أخراً ، “لن أقول لك وداعاً”، فأنا ما زلت هاهنا صامدة في أرضك، إنما سأقول لك “إلى اللقاء” في حُلّةٍ جديدة أراك فيها وطناً “حراً-مستقلاً” وتراني فيك أعمل من أجلك وأسعى لكي يراك العالم بـ كِلتا عيناي اللتان تبرقان فرحاً کلما ذُكر اسمك في المحافل.

“أُحــبُّـك… كنت، وسأبقى”

قُـبُـلاتي الحـارّة، أضـعهـا فـوق كُـل بقـعةِ تُـرابٍ من أرضـك

إبـنتُـك العــاشقــة لتُـرابِـك، “م.ي”