التنمــر الـإلــكترونيّ✍🏽مقــال بقلم ديانا رمضان

التنمــر الـإلــكترونيّ✍🏽مقــال بقلم ديانا رمضان

إن ظاهرة التنمر موجودة في مختلف المجتمعات، ولكن مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي وهيمنتها على حياتنا بشكل مخيف وواضح أدى إلى ظهور مقايس آخر. ففي يومنا هذا لم يعد التنمر ضمن حدود جغرافية معينة، بل وأصبح داخل الحدود الرقمية، ولا يقع ضحيتها الأطفال فقط بل والبالغين أيضاً

ووجهات النظر في هذا الموضوع هي مختلفة بعض الشيء، فقسمٌ يبرر أفعال المتنمر أنه مريض وبحاجة الي علاج نفسي ومراقبة وقسمٌ يرفض اعطاؤه حق التبرير، لأن تعمد الاذية ليس له أي مبررات، فالإنسان يتحكم بادراكه ووعيه لما حوله ولما يتصرف، أما الغرائز في فعل متروك للحيوانات محكومة من قبله

كما ويقول المفكر الشهير دان بيرس: “الناس الذين يحبون أنفسهم لا يؤذون الآخرين، فكلما كرهنا أنفسَنا، أردنا أن يعاني الآخرون، إنهم لا يضايقونك بسببك، بل يمارسون التنمر عليك بسبب طبيعتهم”

اي ان المتنمر يعاني من حالات نفسيه تدفعه لممارسه الأذى على الاخرين قولا ام فعلا، بطبيعة الامر لا يمكن للإنسان ان يكره نفسه الا إذا كان يعاني من حاله نفسيه توهمه بالنقصان وانطلاقا منه يحاول اذية الاخرين اما لكي يجعلهم في خانته او اعتقادًا منه انه بذلك يُغلف ويملئ نقصه.

موضوع التنمر مثل المرض الخبيث الذي لا داء له، لا بل ويطور من قوته تماشياً مع تطور سبل استخدامه، كلنا عنينا من نوع من انواع التنمر فالتنمر لا يقتصر فقط على التكنولوجيا، بل هو متنوع بين لفظي وسلوكي، إن كان في طفولتنا في المدرسة أو في حياتنا الاجتماعية او حتى من قبل الأشخاص الذين يحطون بنا.

إن تبرير سلوك المتنمر على أنه بحاجة الى المساعدة وهو ضحية، يعتبر أمر مرفوض لا جدال فيه، لأن النتائج التي نتجت عنه على مر السنين ليست مغفورة، وأقبحها دفع أحدهم الي الانتحار وقتل النفس بسبب انه الحل الأخير للهروب من شِباك المتنمر.

كما وقد حرّمته الاديان السماوية واعتبرته انه فعل مرفوض محرم، لا يمكن للإنسان ممارسته على غيره تحت أي ظرف او تبرير كان لأي أحد يتعمد أذية غيره، كما جاء في الآية الكريمة، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب: 58] .

والهدف هو تسليط الضوء عليه فهو لازال موجود ولازال يتم ممارسته ولازلنا حتى هذه اللحظة نتعقب اخبار عنه وعن ضحاياه، فقد بات جريمة يحاسب عليه القضاء والقانون المتنمرين، وعلى الجميع أن يكونوا جزء فعال في هذه الظاهرة الا وهي ظاهرة التنمر الإلكتروني، فإذا لم يكونوا جزءًا من المحلول فهم المشكلة بذاتها.