قواعدُ الاشتباكِ تتّسعُ ومَوازينُ القوى تدفعُ بالعدُوّ الاسرائيليّ إلى الهاوية- مقال بقلم ندى شريف

قواعدُ الاشتباكِ تتّسعُ ومَوازينُ القوى تدفعُ بالعدُوّ الاسرائيليّ إلى الهاوية- مقال بقلم ندى شريف

كانت الدّعوى القضائيّةُ الطّويلة الأمد ضدّ العائلاتِ الفلسطينيّة لإخلاءِ بيوتهم هي الشّرارة الّتي أشعلت النّار مجدّداً بين الشّباب الفلسطينيّ والمستوطنين اليهود في حيّ الشّيخ جرّاح في القدس الشّرقيّة، إضافةً إلى الانتهاكات ِ المتكرّرةِ للعدوّ الإسرائيليّ على المسجدِ الأقصى والمصلّين فيه خلال شهر رمضان.

وقد شهدَت الأسابيع الماضية اعتداء مستوطنين إسرائيليّين على عائلاتٍ فلسطينيّةٍ خلال تنظيمهم لإفطارٍ جماعيٍّ في إحدى شوارع الشّيخ جرّاح، مدعومين من عناصر من شرطة الاحتلال الّتي أخذت باعتقال الشّبانِ المشاركين في الإفطار حسب ما جاء في وكالة”وفا”.

وما إن صرخَ الأقصى حتّى لبّت صواريخُ غزّةَ النّداءَ مستهدفةً العمق الإسرائيليّ. وقد كانت هذه رسالةٌ واضحةٌ للعدوّ بأنّ الأقصى ليس وحده، ولن يكون مباحاً لهم، وأهلُ غزّة يداً بيد مع إخوانهم في القدس سيدحرون هذا العدوّ الغاصب.فالمقاومة اليوم ستضربُ بيدٍ من حديد، ولها الكلمة الفصل في أيّة مواجهةٍ قادمة أو استهدافٍ للمقدّسات وللشّعبِ الفلسطينيّ الأبيّ.
إنّ الصّواريخَ الّتي أُطلقتْ على عسقلان وأسدود وتل أبيب وشمال النّقب، أغلقت مطارَ القدس وعزلت الدّولةَ المحتلّة، وجعلت الكيان الصّهيونيّ في حالة رعب..
فقد نشرتْ قناةCNNالأميركيّة مقطعاً يُظهرُ ذُعرَ الصّهاينة وتراكضهم للاختباء في الملاجئ عند سماعهم دويّ صفّارات الإنذار المحذّرةِ من سقوطِ صواريخَ قادمة من قطاع غزّة.

وخلال ظهورٍ متلفزٍ لرئيسِ المكتبِ السّياسيّ لحركة حماس “اسماعيل هنيّة” ليل الثلاثاء الماضي،صرّح ب”انّنا أمام فصلٍ جديد من فصول المواجهة” وأضاف”إنّنا ماضون في طريقنا نحو تحرير القدس وكلّ فلسطين”، أمّا بشأنِ المفاوضات، فقد أكّد هنيّة رفضهُ لأيّةِ وساطات تطالب بهدنة ما دام الاحتلالُ هو المسؤولُ عن الاعتداءات والانتهاكات الّتي تطالُ الحجرَ والبشرَ يوميّاً، كما أكّدَ على ضرورة اتّحاد الشّعب الفلسطينيّ.

كتبت صحيفةُ معاريف الإسرائيليّة أنّ تل أبيب اكتشفت بأنّ حركةَ حماس الفلسطينيّة لديها ميزان ردع، وحذّرت من أنّ هذه المواجهةَ أشدُّ وتيرة وأسرعُ من سابقاتها، كاشفةً عن عدم وجود استراتيجيّة منتظمة في “إسرائيل” فيما يتعلّق بغَزّة.
عكَسَ تباينُ المواقفِ الإسرائيليّة حيالَ ما يحدثُ حالةَ الإرباكِ السّياسيّ على المستوى الرّسميّ ممثّلاً بنتنياهو الّذي دعا إلى التّهدئة، أو من قِبَلِ القائد العامّ للشّرطة الّذي اعتبرَ أنّ ما حدثَ عند باب العمود هو “خطأ استخباراتيّ”.

لقد باتَ الكيان الصّهيونيّ أمامَ مأزقٍ كبيرٍ في مواجهةِ الصّواريخَ الفلسطينيّةِ الّتي خرقت القبّةَ الحديديّة الّتي لطالما تبجّحَ الكيانُ الصٌهيونيّ بقوّتها.

وأخيراً ،لقد فرضتِ المقاومةُ الفلسطينيّةُ موازينَ رعبٍ جديدة، قلبت موازينَ القوى، وغيّرت قواعد الاشتباكِ.