نزيفٌ للادمغة والكفاءات مقال✍️بقلم هديل فضة

نزيفٌ للادمغة والكفاءات مقال✍️بقلم هديل فضة

قد تبدُ كلّ الخسائر الّتي يتكبّدها لبنان منذ نحوِ عامين نتيجةَ انفجار كلّ الأزمات في وجه أبنائه دفعة واحدة، قابلةٌ للتعويض؛ أقلُّهُ في المدى المتوسّط إن لم نقل في المدى القريب، في حال وُضعَ البلد على سكّة الحلِّ خلال الأعوام المقبلة. كلّ الخسائر يمكن تعويضها… لكنّ النّزف الحاد في الكفاءات والأدمغة سيتركُ تداعياتٍ مدوِّيَة في المجتمع اللّبنانيِّ؛ مما يهدّد لبنان بمستقبل قاتم.

الجحيم الّذي يعاني اللّبنانيّون منه، لم يترُكْ لأهل هذا البلد خياراً إلّا الفرار.أي أنّ الكفاءات والأدمغة التي لم تعد تجد في لبنان أرضاً خصبة لطموحاتها وأحلامها.

بات حلم الكثير من اللّبنانيين هو الهجرة إلى دولةٍ تحتويهم من قساوة العيش في بلدٍ يعاني أسوأ أزمةٍ اقتصاديّةٍ غالبيَّتُهم من الشّباب ومن خرّيجي الجامعات، فالشّاب اللبنانيُّ يبحث عن فرصِ عملٍ واستقرار في الخارج؛ نظرًا لصعوبة الأوضاع الاقتصاديّة بلبنان.

تعتبر الكفاءات والخبرات البشريّة اليوم ثروة توازي أهميّة الثروات الطّبيعيّة، إن لم تكن أهمّها، خصوصًا في عالم يرتكز على اقتصاد المعلومات، كما هو عالمنا اليوم.لذلك فإنّ هجرة هذه الكفاءات والخبرات البشريّةِ تعتبر “نزف أدمغة” أو “هجرة أدمغة”.

في كلّ منزل هناك شخص مسافر بسبب الأوضاع التي تمر بها البلاد، في وجه كل أمٍّ نرى الغصّة المكبوتةَ بسبب سفر احد افراد عائلتها من أجل تأمين مستقبله. أصبحت حياتنا معقّدة وجمعتنا ناقصة من أحبتنا نحن نفتقد للأيّام الّتي كنّا نجتمعُ بها جميعنا على طاولة واحدة مع كلِّ بهجت عيدٍ نفقد شخصًا عزيزًا علينا، كلّ سنةٍ احدٌ من أفراد العائلة يهاجر.

اتمنّى أن تتقلّص هذه الظاهرةَ ونعود من جديدٍ للجمعاتِ الّتي كنّا نبنيها من قبل وان تسترجع كل أمٍّ البسمةَ على وجهها وان يعود البلدّ كما كان.