في بلدٍ كان يشهدُ التاريخُ مجدَهُ من توفيرِ راحةٍ وحاجاتِ النّاسِ والشّعبِ أجمعْ ، وفي وقتٍ كان الشّعبُ فيهِ يعيشُ بنعيمِ عملتِهِ الوطنيّةِ ، وتوفيرِ حاجاتِهِ الغذائيّةِ والطبيَّةِ وغيرها رغمَ انّ سلطتهُ لم تحمهِ حتّى في وقتِ نعيمهِ عقاربُ السّعادةِ انقلبتْ على الشّعبِ اللّبنانيِّ بسببِ تعزيزِ السّلطةِ مُجدّدًا . ها نحنُ نُشاهدُ فيلم انهيارِ عملتنا الوطنيّةِ وحرمانِ رغيفِ الخبزِ بين اليومِ والغدِ . فنحن نعيشُ في وطٍ نخافُ ان يأتي الغدُ ولا يمكننا شِراءُ رغيفِ خبزٍ واحدٍ .انّهُ المشهدُ المضحكُ المبكي حينَ تُشاهدُ شعبً يحاولُ البحثَ عن رغيفٍ من دُكّانٍ الى آخرَ وفي نهايةِ اليومِ يعودُ إلى منزلهِ فارغَ اليدينِ.
ازماتٌ تتوالى ، كادَتْ تتلُ على لبنانَ وجعًا بدلًا من نشيدهِ الوطنيِّ بعدَ تبديلِ كلماتهِ من كلّنا للوطنِ لتصبحَ لسنا للوطنِ نحنَ للغربةِ وللأوطانِ الاخرى الّتي نلجئُ اليها في وقتِ الحرمانِ . وفي كل وطنٍ يحملُ الامنَ والامانَ إلّا وطني، يُحاوِطُهُ اشباحٌ على هيئةِ سلطةٍ لا مانعَ لها من انعدامِ حياتِنا على حسابِ سعادتِها . لا يعني لها مستقبلُ اجيالٍ تملكُ طموحاتٍ اكبرَ من رغيفِ خبزٍ.
فمن بعدِ بصماتِ الانتخاباتِ ، وبعدَ تعيينِ كلّ فردٍ ذو منصبٍ معيّن تعالى صراخُ النّاسِ بصدمتهِم من أسعارٍ جديدةٍ في وقتٍ كانتْ بصمتُهُم هي ذرّةَ الأملِ بإستمرارِ العيشِ وإعادةِ كرامةِ العملةِ الوطنيّةِ لكن للأسفِ كانَتْ العملةُ الغربيّةُ تتحكّمُ بحياتنا بينَ الدّقيقةِ والسّاعةِ فأصبحَتْ الاسعارُ والعملةُ في رهنِ حياةِ المواطنِ .
أصبحَ هذا الوطنُ غريقَ الأوجاعِ والانهيارِ ، غريقُ الآهاتِ و الآلامِ الّتي يُسمعُ صداها كلّ يومٍ من أمٍّ تتلوَّعُ شوقاً لرؤيةِ وحيدها و من طفلٍ لم تستطيعْ أمّهُ إيجادَ دواءٍ لهُ، أصبحَ هذا الوطنُ غريقَ الذّلِّ و الإهانَةِ أمام طوابيرِ أناسٍ تظهرُ معالمُ الخيبةِ و الانتظارِ على و جوهِهِم، أصبحَ وطنَ الانهيارِ و الوعودِ الكاذبةِ.