زوايا القدر بقلم مريم بدوي

زوايا القدر بقلم مريم بدوي


تمرُ الأيام من دون أن نشعُر ، قد ينتابنا الملل الدائم والتفكير المستمر، نشعر أنَّ الروتين قاتل يُمزق داخلنا ، يُفتت شعورنا ، يُحزننا ، و في تلكَ اللحظة التي نجلسُ فيها بجانب أنفسنا ويبدأ التفكير يعمُّ داخلنا، آنَ ذاك نُريد التمسك بأيّ قشّة لننسى شعورنا ، لنتخلص من كلِّ شيء، عندما تتراكم الهموم وتُحيطنا الخيبات ، يجتاحنا شعورٌ ، يكبسُ أنفاسنا و يُجردنا من أحاسيسنا ، نشعر عندها بالكون عالقاً في عنقنا، حقًا يتمسك الإنسان بقشة!

جرّب ذات مرةٍ في العمرِ أن تتمسّك بشيء لا يُريدك ، ستتعب ، ستنهار، ستبكي ، ستحظى بلحظات مرّةٍ كئيبة لوحدك ، ستلعنُ قدرك و نفسك، ستبقى أيامَ ولياليَ وشهوراً ولربما أعواماً، تُفكر إن كنتَ حقًا المذنب ، إن كنتَ تستحق كل ما جرى عليك، لن تجد الجواب ، لن تجد أحد ،ستنتابك الحيرة، ستبحثُ من حولك عدة مرات ولن تجد سوى نفسكَ … عندها ستحتضنُ نفسكَ، ستطبطبُ عليها ، لعدم وجودِ أحدٍ غيرك قادر على فهمها … يا أيُّها الإنسان لا تأخذ قرار يَخصُ حياتكَ في لحظةِ سعادتِك ، ولا في لحظة حزنك، لأنَّ الندم سيجتاح كيانك مع مرور الأيّام، ساعد نفسكَ لتتخطى كلَّ مستحيل، فالأيامُ دائرةٌ وكل ساقٍ سيُسقى بما سقى.

حاول أن ترضى بما قدّر الله لك ،آمِن بوجود حلولٍ لكلّ صعبٍ، إن كنتَ وعائلتكَ بخير لا أسف على ما تبقّى ، فأنتم الأساس ، ادعو الله أن لا يُصيبَ أحدكم بمكروه ، عندما تجد نفسكَ ضالاً ، ضائعًا ، مهمومًا من زحمة القدر والدُّنيا، تَذَكر أنَّ عائلتكَ بخير ، أنها بجانبكَ ستدعمكَ مهما حصل ، تَمَسَك بهم ، احضنهم وشاركهم الهموم ، سيأتي يوم تتمنى لو رحلتَ قبلهم ، وأن لا تعيش حزن فقدان أحدِهم.

عائلَتكَ سندُكَ الوحيد الدائم ، السند الذي يداوي جروحكَ وآلامكَ ، الكتف الوحيد الذي لا يميلُ حتى لو تركَكَ الجميع ، اشكُر ربكَ على نعمة وجودهم ، وإدعي الله أن يُطيلَ أعمارهم، أقدارنا مكتوبةٌ منذُ الأزل، فالحياة ستجري و سنجري معها…