إعتقادات ومفاهيم خاطئة ، تتكون لدى الكثيرين من اﻵباء والأمهات لتشكل مروحة أفكار في ادائهم وطريقة ما يعتقدونه صحيحا” في قناعاتهم المستولدة وبالتالي يبنون عليها مواقفهم تجاه أبناءهم .
وموروثات كثيرة وعديدة يحملها أرباب الأسر عن قصد، أو عن جهل وسرعان ما تتحول إلى ثقافة وكأنها منزلة في الكتب المقدسة وتبدأ التوظيف في عملية التنشئة والتربية والرعاية الأسرية إنطلاقا” من معتقدات موروثة غير مقنعة أو بعيدة عن الواقع المُلزم .يظنها الأب أو الأم بأنها الوسيلة الأنجع والأصح بنظرهم و التصويب نحو الأفضل ….
ولكن لا ولا ولا إنتبهوا يا ارباب الأسر إذا ما نظرنا ومحصنا في جملة من السلوكيات المتبعة .نرى ان اغلبها يفتقر إلى عنصر القوة والإبداع الذي يُفترض ان يتجلى باﻷبوينِ في استمالة الأبناء إلى الهدف المطلوب وهو التجرد من (اﻻنا) المتحكمة في موروثاتهم الإجتماعية وطريقة التربية التي يجب ان تتخطى الشخصنة المقنعة بالحرص والإهتمام والخوف على مستقبل اولادهم نعم مقنعة والف مقنعة !!!!
..وأول هذه الموانع تتمثل في عدم القدرة وإفتقار الأهل إلى توليد الفكرة التي من شأنها ان تأخذ مكانها الطبيعي لتشكل أهم المُثل التي توفر مرتكزاً آمناً لبناء الشخصية ..
كثيرةٌ هي البيوت التي تعاني العجز في ترميم ما يلزم إنسانيا” ﻻفرادها وكثيرة هي الشواهد التي تاخذنا مضطرين للحكم من خلالها على السلوكيات المنبثقة عن طرق التربية والترشيد إنطلاقا” من المفاهيم المحدودة او المتأثرة بموروثات إجتماعية والتي تعكس (اﻻنا) عن طريق الفوقية والسلطة في عملية البناء البشري .
وهنا تتعزز الهوة والفجوة بين ارباب الأسر وابنائهم نتيجة انعدام الحوار بينهم والذي يشكل أحد أهم الأركان لتعزيز الثقة المتبادلة اوﻻ” والشخصية ثانيا” وتتلاشى الأولويات في ترتيب النصيحة وفصلها عن الحرص المتلون …..
دون التعرض لأي من ركائز الثقة .فإذا كان الإنسان يعيش بوجود تفاعلي مع أهله ومن ثم مع محيطه مع لحوظ الأختلاف بالرؤية فهنا تكمن المهمة الصعبة وليس المستحيلة لعملية تصويب الأبناء نحو الأفضل وضمان ابتعادهم عن الخيارات الخاطئة..
فهل دور الأهل اقتصر على مسؤولية الأباء في تأمين الطعام، والملبس ،والتعليم ، والتطبيب ،المرفق بالتحكم في اختيار الأبناء طريق حياتهم
لا يكمن الجميل هنا ..
اتركوا ابناءكم يختارو حياتهم المناسبة لهم وليس المناسبة لكم وعليكم احترام خياراتهم
وهذا حق طبيعي لهم ..
هل جرد الأهل انغسهم من الموروث القائم على تحميل الأبناء جميل ايجادهم في هذه الحياة وزجهم في مشاكلهم وجعلهم جنود مجندة لأمراضهم النفسية ..
اعتقوهم من هذه المهمة المدمرة .
ومتى سندرك نحن الأهل إن أهم ميادين العطاء والتضحية يكمن في تكوين انساننا المتمثل بأبناءنا وإن الواجب يترتب عليه حقوق والعكس صحيح ،دون مزج شخصياتنا وزج انانياتنا في النصيحة والتوجيه ..
ومتى سندرك ان استغلال الأبناء تحت عنوان (انا امك) او (انا ابوك) واخذ دور الضحية الكاذبة ممزوجة بمظلومية مفترية ..
الحقد ينتج أبناء حاقدة ونتائج سلبية
وتباعدا
في العلاقة بين الأباء والأبناء أياً كان سبب هذا الفعل وتحت اي ظروف كان ؟.
إلى متى ستبقى عملية التربية والتنشئة خاضعة لقاعدة ان الأبناء شعب والأباء سلطة .ومابين الشعب والسلطة فوارق وتعارض ﻻ يجمعهم سوى الإنتماء …
ختاما” كل منا يسعى ليكون متقدما” في أبويته ولكن يجب ان ﻻ نقدم نزعاتنا وطباعنا أو جهلنا للشيئ على حساب واجبنا الرعوي للأبناء
اوﻻدنا باتوا في عصر عولمة المعرفة كيانات تفرض علينا إحترام رؤيتهم وتدبيرهم للحياة وبالتالي علينا ان نبادلهم ما يقنعهم وليس ما يفرحهم فقط .لننجوا واياهم من الوقوع في هاوية اﻻفكار والعقد والمكونات المعرقلة للبناء السليم للأسرة والناجمة عن إنعدام الوعي والمرونة العقلية في المواكبة المطلولة لأجلهم …
إن اوﻻدنا ليسوا ملكا” لنا انهم أبناء الحياة فلنتحرر من عقدة السلطة الأبوية ونقترب من فكرة المصادقة والتآخي بكل تجرد وإخلاص علنا نبني جيلا” نفتخر به ونعقد عليه اﻵمال بغد” أفضل ….
اللهم أحفظ أوﻻدنا واجعلنا ممن يتدبر الامر بعينك ومرضاتك إنك خير الحافظين