بقلم احمد قانصو/تدقيق هادي نصار
لم يكتف اللّبنانيّ بالمشاكلِ الإقتصاديّةِ ،الصحيّة، الأمنيّة و الغذائيّة، لا بَل بقِيَ على إصرارهِ أن يستخدمَ الرّيشةَ السوداءَ و يلوِّنَ حياتهُ اليوميّة بأبشعِ المَشاهدِ المأساويَّة .
إحتكرَ بعضهُ البعضَ ،سمحَ لسلطةٍ فاسدةٍ أن تشوِّهَ حياتَهُ بشكلٍ مقرفٍ، حُرمَ من أقلِّ حقوقِه و حَرم غيرَهُ مِن حاجاتٍ ضروريّةٍ بسببِ الجشَعِ و قلّةِ الشَّبعِ و الانانيّة ،نعم هذا هو اللّبنانيّ.
حرمَ أخاهُ الخُبزَ، احتَكرَ النِّفطَ و تسبَّبَ بطردِ أخيهِ في الوطنِ منَ العَمل ،سرَقَ منزلَ جارِه و كان سببَ موتِ والدِ صديقهِ لانَّهُ امتنَعَ عِن بيعِ الدواء،نعم، هذا هوَ اللُّبنانيّ.
أطلقَ النَّارَ على ابنِ مِنطقتِه على أفضليَّة مُرورٍ، و قتَلَ صديقَ صديقِهِ من أجلِ دورِه في طابورِ البنزين، كما عمَد على نشلِ زوجةِ أحدِهم او أُختِه ليشتري لُقمَة عيشِهِ و نسيَ أنّها مِن المُمكنِ أن تكونَ فقيرةَ الحالِ و وضعُها مأساوِيٌّ أكثرَ مِنهُ .
لا أنكرُ أنّ هناكَ الكثيرَ منَ المؤمنينَ بحبِّ المساعَدةِ ولكنَّ الأكثرَ، هم قَليلوا النَّخوة.
بالرُّغمِ مِن كلّ المذكورِ أعلاهُ أصبحنا نستيقظُ في كلِّ يومٍ على خبرِ موتِ شخصٍ قريبٍ بسببِ حادثٍ سيرٍ أو وعكةٍ صحيّةٍ، الحياةُ المعيشيّةُ الّتي لَم تعُد سِوى أمرٍ مستفزٍّ للشّعب هي السّبب.
أصبحَ القتلُ أمراً عادياً، هذا يُطعنُ بسكّينِ الغدرِ، و ذاكَ يستخدمُ وسائِلَ أخرى، أصبحت حياتُنا مدينةَ أشباحٍ بكلِّ ما للكلِمةِ من معنى، إنتهت حلولُ الأرضِ وانتهت مَعها الألفةُ و المحبّة، إنتهى كلُّ شيءٍ جَميل.
لَن أكتُبَ أكثر، لأنَّ كلَّ ما سأكتُبهُ هوَ من قَلمي المُرتَوي بجُرُعاتِ الحِبرِ السّلبيّة،إنَّ الحياةَ لُعبةٌ، من يخسَرُ فيها سيخسَر في آخرَتِه، و إذا نَجى أحدُكُم مِن عذابِ الدُّنيا و عدلِها فلنْ ينجوْ من عدلِ الله .
لنْ أقولَ إلى اللِّقاء، بل سأقولُ:” نَعَم لمُجتمعٍ متحضِّر”.