المصيرُ الحَتميُّ لِكُلِّ البَشرِ، ويُعرفُ علمياً بتوقُّف الكائناتِ الحيَّة نِهائيّاً عنِ القيامِ بأيِّ نشاطٍ وظيفيٍّ حيويّ.
فهَل هُناكَ أشياءٌ يندمُ عليها الإنسانُ عندَ الموتِ فعلى اختلافِ حالاتِ المرضِ وأوجاعِها، إلاّ أننّا نتقاسمُ النِّهاية نَفسها ألا وهِي المَوت.
بالعودَةِ إلى الكاتِبة الأستراليّةِ(Bronni Ware ) الّتي كَتبَت كِتابًا تُرجِم إلى 32 لغةً باسمِ (أهمُّ خمسةِ أشياءٍ يندمُ عليها المرءُ عندَ الموتِ).
فمِنَ الأشياءِ الخَمسة: الحياةُ الّتي أرادَها لنفسِه، عدمُ العملِ بكثرةٍ فهذا يأخُذُ مِن وقتِ عمركَ، فكانَ لها صديقٌ قبلَ موتِهِ قالَ لها: “كُنتُ أعملُ ليلَ نهار، وكانَت أُمنيتي السَّفرَ مع زوجَتي ولكنَّها ماتَت وندِمَ بعدها ندماً شديداً “.
بعدَ عملِ برونِي مُمرِّضَة لفترةٍ طويلةٍ كانَت تهتمُّ بالمَرضى في أسابيعِهِم الأخيرة، فقالَت أنّ المريضَ يبدأُ بطرحِ أسئِلةٍ أكثرَ جوهريَّة (المُتعلِّقة بالموتِ نَفسه).
ولكِن هُناك سؤالٌ آخر : هل نُشاهدُ شريطَ حياتِنا قبلَ موتنا؟
فلأوَّل مرّةٍ استَطاعَ عُلماءُ الأعصابِ تسجيلَ نشاطٍ دماغيٍّ لشخصٍ يحتضِر وكَشفوا عِن نَمطِ موجاتٍ دماغيَّة مُماثِلةٍ لِتلكَ الّتي تُلاحَظُ عندَ استرجاعِ الذِّكريات، وقد سجَّل العُلماءُ هذهِ الحالةَ عِن غيرِ قصدٍ عِندما أَجروا تخطيطَ دِماغٍ كهرُبائيٍ EEG لإكتشافِ سببِ النوباتِ وعلاجِها لشخصٍ يبلغُ مِن العُمرِ 87 عاماً أصيبَ بنوبةِ صرعٍ وبعدَها بسكتَةٍ قلبيَّةٍ وتوفِّي.
ولكنَّ ارتِفاعَ الموجاتِ الدّماغيَّة الّتي تحدُثُ في وقتٍ قريبٍ من الوفاةِ غيرُ واضحٍ، هلْ يرتبِطُ ذلكَ بتجربةِ الإقترابِ من الموت؟ أم أنَّها تحدُثُ في اللّاوَعي؟
هُناكَ الكثيرُ منَ الأسئِلةِ ولكنَّ الأهَم،” كيفَ نموتُ بِلا ندم”؟