شغفُكَ يَسمُوْ بِروحِكَ لأَعلى المَقامَات ✍️مقال بقلم الزميلة زينب محسن

شغفُكَ يَسمُوْ بِروحِكَ لأَعلى المَقامَات ✍️مقال بقلم الزميلة زينب محسن

تَستفزُّني فِكرةُ لقاءِ شخصٍ لا يَعرفُ شَغفَهُ، لا يَعِرفُ مكانَتهُ، يعيشُ ليلهُ كنَهارهِ دونَتَحقيقِ أيِّ فارقٍ في يومِه . يعيشُ في روتينٍ حَكمَ على عَقلِهِ و جَعَلهُ يَقتنِعُ أنَّ الحياةَ تسيرُعلى هذا النّحوِ، يا لهَا مِن عشوائيَّةٍ مُخيفَة، بِنظَري،  ميتٌ هوَ مَن لَم يُطارِد شَغَفَهُ ، ميِّتٌمن لم يُطارِد أحلامَهُ ليَصِلَها .

في مرحلةِ دراستي الثّانويَّة، بدأَ شَغَفي تِجاهَ مُطالَعَتي لِعلمِ النَّفسِ و أصبَحَ أكبرَ شغفٍفي حياتِي، فمَع كلِّ عبارةٍ أقرأُها يَزدادُ مَعها حُبّي للغَوصِ أَكَثر في مجالٍ لَهُ بدايةٌ دونَنهايةٍ، لذلِكَ دائماً أُذكِّرُ نَفسيَ بالنَّجاحِ في هَذا المَجالِ و أيقَنتُ أنَّ السّعادَةَ تكمُنُ فِي أوَّلفرحَةِ إنجازٍ و الحُزنُ يأتي عِندما نَبتعِدُ عِن هذا الإِنجاز ، عِندها فَقط ستُدرِكُ أنَّكَ خُلِقتَ مِنأجلِ شَغَفِك.

لَن يفوتَ الأوانُ ما دامَ في نَفسِكَ حُبُّ التَّطَلُّع والإِكتِشاف، شغفُك لا يحدِّدُه عُمرُكَ، علىالعَكس، عُمركَ يتوقَّفُ حينَ  يتوقَّفُ شغفُك ، عِندَها ستُدرِكُ أنّكَ جسَدٌ بلا روحٍ، هذا لا يَعنِيأنّهُ منَ الواجِبِ عليكَ  السَّعيُ وراءَ المِثاليَّة المُطلقَة لانَّهُ في الحقيقَةِ ليسَ مِنَ الجيِّد أنْ تَكونَمِثاليّاً،  و الأشخاصُ الّذينَ يحاولونَ هَذا، تَصِلُ وُجهتُهُم إلى الفشَل . 

الأمرُ بِبَساطَةٍ يَتطلَّبُ منكَ جُهداً بسيطً فِي تَعلُّمكَ أكثرَ و أكثر، لا تقِف عندَ كمِّيةٍ محدَّدةٍ مِنَالمعلوماتِ، بَل اجعَلْ للمَعلومَة ِبحراً واسعاً مِن الفِكر، و الأهمُّ، هوَ تعلُّمكَ مِن أخطاءِالماضِي، فالجَميعُ لهُ أخطائُهُ و عيوبُهُ لِذا عليكَ أنْ تُقدِّسَ أخطائَكَ لأنَّها هِيَ من أوصلَتْكَإلى هَذا الكمِّ مِنَ الوَعِي.

 الشَّغوفُ لا يَملُّ و لا ييأسُ حتَّى يصِلَ إلى شَغَفِهِ و حُلمِه حتَّى لو طالَ الطريقُ، سَيصِل!