أجبرتْ حالةُ الإحباطِ واليأسِ الّتي تسيطرُ على قطاعاتٍ واسعةٍ من فئةِ الشّبابِ في لبنان، على الابتعادِ أكثرَ عن أحلامِهِمْ وآمالِهِمْ بمستقبلٍ ينعشُ حياتَهُم ويساهمونَ من خلالِهِ ببناءِ وتنميةِ وطنهم.
فقد انعكسَت الأزماتُ المتراكمةُ في لبنان، سلباً على قطاعاتِ الشّعبِ اللّبنانيِّ المختلفةِ، ولم يكن قطاعُ الشّبابِ بمنأى عن تداعياتِها التي أوصلَتْ البلادَ إلى حدّ الانهيارِ، ما أدّى إلى تفشّي خطابِ الكراهيّة وظاهرةِ المخدراتِ والأمراضِ النفسيّةِ والعصبيّةِ وارتفاعِ موجاتِ الهجرةِ غيرِ الشرعيّةِ إلى جانبِ تفاقمِ البطالةِ وتدنّي المستوى التربويِّ وتراجعِ الوعيّ الوطنّي العامّ.
الأزمة في لبنانَ تحرمُ فئةَ الشّبابِ والمراهقينَ من عنصرِ الاستقرارِ الذي هو غايةٌ في الأهميّةِ في سنّهم، كونَها تسلبهُم حقّهم في التعلُّمِ والأحلامِ والمستقبلِ، داعيةً إلى الحفاظِ على الاستقرارِ في حياتهم.
ودفعَت حالةُ الانهيارِ والأوضاعِ الصّعبةِ التي يتعرّضُ لها لبنان، عدداً واسعاً من الشّبابِ إلى الانخراطِ والتّطوُّعِ بالعملِ الاجتماعيِّ والإنسانيِّ من خلالِ جمعيّاتٍ وروابطِ المجتمعِ المدنيّ، وتشكيلِ مجموعاتٍ وأطرٍ شبابيّةٍ بهدفِ إشغالِ أوقاتهم ورفعِ معنوياتهِم والتخلُّصِ من المللِ وحالةِ اليأسِ والإحباطِ والاكتئابِ التي يتعرّضونَ لها.
ويشهدُ المجتمعُ اللّبنانيُّ بروزَ العديدِ من المجموعاتِ الشبابيّةِ، الرسميّةِ وغيرِ الرسميّةِ، التي تعملُ من أجلِ الحدِّ من حالةِ الإحباطِ واليأسِ التي يعيشُها الشبابُ في لبنانَ وتعملُ على مشاريعٍ مختلفةٍ مثل مراقبةِ الخطاباتِ التي تنشرُ الكراهيّةَ في وسائلِ الإعلامِ، ونشرِ الوعي البيئي، أو تزويدِ بعضِ المناطقِ والتجمعاتِ بالخدمات.