“عقبةُ الفُراق” بقلم ✍️ زينب محسن

“عقبةُ الفُراق” بقلم ✍️ زينب محسن

جلستُ أحتسي فُنجانَ قهوتِي بصمتٍ مُثير، أنظُرُ إلى زوايا الحائِط، فيا لِشرودِ ذِهني و أنا أُحدِّقُ في شيءٍ صغير! و في جلسةِ التّفكيرِ هذهِ، راودَني سُؤالٌ غامِضٌ لم أستطِع أنْ أُقدِّم لهُ جوابً مقنِع، يا تُرى كيفَ هو جمالُ الحياةِ؟ هَل جمالُها بِدونِ عقباتِ الفُراقِ؟ أمْ أنَّ جمَالَها هُو بالفوزِ على هذهِ العقبة؟

عقَبةُ الفُراقِ يا لها من كلمةٍ قاسيةٍ، لأنَّه من الصَّعب أن تَفارِقَ روحاً كانت جزءاً منكَ، فالفُراقُ حَديثُه الصمتُ، أحرُفهُ الدُّموعُ لأنَّه لم يكُن في حُسبانِك أنَّ هذهِ اللَّحظَة ستأتِي عليكَ، و عِندما أَتَتْ جَعلتْكَ أسيرَ أفكارٍ تصُبُّ في فكرةٍ واحدةٍ و هِي: هَل سَتسطَيعُ أن تَتأقلَمَ مع كلِّ ذلك؟ و هل ستتعوَّدُ أن تكونَ حياتُكَ بدونِهم؟

ستَبقى النّفسُ ضعيفَةً و هشَّة، أسيرةً لذكرياتٍ رَسمتْ في قلبِكَ أسعَد اللَّحظاتِ و أنقاها
كانَ عليَّ أن أقولَ للوداعِ لا، و لكنَّني كُنت مُشتّتَةَ الفِكرِ إلى أن وصَلنا إلى نِهايةِ الطَّريقِ، تِلكَ النِّهايةُ الّتي نُنكِرُ التّفكيرَ بِها.
عَلِمتُ وقتَها أنَّ لحظةَ الوداعِ الّتي كُنتُ في حُسبانِها طوالَ تِلكَ الشُّهورِ رُسِمَت أمامِي الآن، رُسِمت على هَيئةِ دُموعٍ ذُرفَت لتُخبرنِي بأنَّ الطّريقَ الّذي سَلكناهُ مَعاً سأسلُكهُ وحدِيَ الآنَ، أنا و ذِكرياتِي فَقط!

وَصلتُ لآخرِ مَطافِ أفكاري وأدرَكتُ أنَّ الجوابَ واحدٌ وهو: نعم!
فجمالُ الحَياةِ هُو بالفوزِ على هذهِ العقبةِ وتجاوزِها لتُكمِلَ طريقَ حياتِك، لكنَّ طريقَ النِّسيانِ والهُروبِ مِن الذِّكرياتِ سيَبقى في النهايةِ دونَ نِهايةٍ•

هِيَ لحظاتٌ مرَّت أو قَد تَمُرُّ على كلِّ شخصٍ يَقرأُ مَقاليَ هذا، و لكن عليكَ الخُروجُ من إطارِ الضَعفِ هذا لِكي لا يُقيِّدَنا و يُسيطِرَ عَلينا “وَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا” فاجعلْ هذهِ الآيةَ تملأُ نَفسَكَ.