ظروفٌ سياسِيةٌ، حربٌ إقتصاديةٌ ، ومشاكلٌ إجتماعيةٌ يُعاني مِنها لبنانُ مُنذُ زَمن.
لكنّنا لم نتوقّع يوماً أن نُحرمَ حتّى مِن الخُبزِ ونقفَ طوابيراً من أجلِ ستَّةِ أرغفةٍ وقفةَ ذُلٍ ورجاء.
إلى أينَ وصَلنا في هذا البلَد؟ ما الّذي سيفعلهُ جائعوا الكراسِي بالشَّعبِ الضريرِ بَعد؟ ما الّذي سينتظِرُنا من ذُلٍّ وحرمانٍ وانتهاكاتٍ في الأيامِ القادمِةِ؟
كُلها أسئِلةٌ نَقِفُ حائرينَ لا نملِكُ أجوبتَها، فماذا نتوقَّعُ مِن سلطةٍ حَرمت شَعبَها مِن خُبزٍ مَقاديرُهُ طحينٌ وماء؟ فمنْ يولَدُ في فَمِه مِلعقةٌ من ذهبٍ لن يَشعُرَ بأهميّةِ الخُبزِ لذاكَ الّذي يَحفُر بالصَّخرِ ليَدفعَ ثمنَ ربطةً من الخُبزِ ويكفِي بِها عائِلتَه.
ومَن هُو مُعتادٌ على “السّوشي” لا يَهُمُّه الخُبزِ الّذي لا يتناسبُ مع “الجيم” المُسجّل بِه.
لكن ماذا عِن تِلكَ العائِلةُ الّتي تَعيشُ على رغيفِ الخُبز ولا تأكُل غَيرَهُ، تتناوَلُه كوجبةِ غَذاءٍ بِسببِ عَدمِ قُدرتِها على مَصاريفِ الطّعامِ، ماذا تأكُل الآن وكيفَ حالُها؟ إنَّهُم يعيشونَ مِن قِلّة الموتِ فقَط.
أخجلُ أن أقولَ بأنَّ لبنانَ الكرمُ يتسوّلُ الخُبز، أخجَلُ أنْ أقولَ بأنَّ لبنانَ المجيدَ يعيشُ الذُّلَ وأخجلُ أنْ أقولَ بأنَّ لبنانَ أصبحَ لعبةُ طاولةٍ بأيدِي السياسيينَ ونحنُ الزَّهرُ الّذي يرمونَهُ ويغيرونَ فيه المُعادَلة.
أخجلُ أنْ أقولَ بأنّنا نُذلُّ على أبوابِ المخابزِ من أجلِ ستِّ أرغفةٍ…