الأملُ هو أقوى محرِّكٍ لحياةِ الإنسانِ على الأرضِ، فبِهُ يعيشُ، ومن أجلِهِ يفكّرُ ويخطِّطُ، ويتمسَّكُ بأحلامٍ بعيدةِ المدى، يسعى لتحقيقها ويبذُلُ في سبيلها الجهدَ والوقتَ، ويرسُمُ المستقبلَ بألوانٍ زاهيَةٍ مبهِجةٍ، فيومًا ما ستتحقّقُ الآمالُ وتصيرُ الأحلامُ حقيقةً.
الإنسانُ المتفائلُ يعيشُ بالأملِ، ويرجو الخيرَ في كافّةِ أمورِ حياتِهِ، بينما فقدانُ الأملِ يعني فقدانُ الباعثِ للحياةِ والحافزِ للتقدّمِ، ويعني إصابةُ الإنسانِ باكتئابٍ مرضيٍّ، فلا حياةَ صحيحةَ طبيعيّةَ بدونِ أملٍ في تحقيقِ هذا الهدفِ.
الأملُ قَبَسٌ من ضوءٍ يَشِعُّ في أشدِّ اللّحظاتِ ألمًا وحزنًا، وعندما يجدُ الإنسانُ نفسَهُ في موقفٍ صعبٍ، يَجِدُ بداخلِهِ هذا القبسُ، الذي يهديهِ للصّبرِ والتَحَمُّلِ، وإعادةِ التّفكيرِ فيما حولَهُ من فرصٍ، وما عليهِ الوصولُ إليهِ من أهدافٍ، أو يخبرهُ أنّ الألمَ زائلٌ والحزنُ زائلٌ وأنٌ في الحياةِ ما يستحقُّ أن يُقاتَلَ من أجلِهِ ويقفَ على قَدَمَيْهِ، ويستكملَ مسيرتَهُ.
هو مفهومٌ يختلفُ من شخصٍ إلى أخرَ، فالبعضُ يعتبرُ أنّ الأملَ مقترنٌ بإيمانِهِ بربِّهِ، وبدَعمِ السماءِ لهُ، وأنّهُ أمرٌ روحانيٌّ، ترويهِ العباداتُ والطّاعاتُ فينمو ويزدهرُ.
البعضُ الأخرَ يعتبرُ أنّ الأملَ هو التَحَلّي بالإيجابيّةِ والنّظرِ إلى الجانبِ المشرقِ من الأمورِ دومًا، ورؤيَةُ الفرصةٓ في كلِّ عقبةٍ تواجِهُهُ، وأن يعتبرَ أنّ كلّ شئٍ سَيَؤولُ إلى حالٍ أفضلَ في المستقبلِ، فيعملَ ويجتهدَ في سبيلِ ذلكَ ويتحلّى بالصّبرِ والمثابرةِ.
إنّ كلّ شئٍ في الحياةِ يعيشُ على الأملِ والرَّجاءِ، فمن يزرعُ يَأمُلُ في الحصولِ على الثّمارِ، والذي يذاكرُ يأملُ في النّجاحِ، والذي يعملُ يأملُ في الحصولِ على عائِدٍ مجزي وخبرةٍ تؤهّلُهُ للتّقدُمِ في الحياةِ، والذي يربي أبناءهُ يأملُ في أن يكونون له سندًا وعائلةً مُحبّةً.
فالحياةُ لوحةٌ لا تَتِمُّ و انشودَةٌ لا تكتَمِلُ ، وسيمفونيَّةٍ مبهجةٍ أحيانًا وشجيّةٍ أحيانًا، وناقصَةٍ غالبًا، لكنّ الأملَ في الله وفي رحمتِهِ لا ينقطِعُ أبدًا.
“لذلِكَ ستكونُ ناجحاً عندما تمنحُ الأملَ لليائِسينَ، وتمنحُ الحبَّ للمَكروهينَ، وتقدّمُ الخيرَ للحاقدينَ، وتكونُ كريماً مع المحتاجينَ.”