الفقرُ،أسوءُ أشكالِ العنفِ! مقال بقلم✍️ أريج ضيقة

الفقرُ،أسوءُ أشكالِ العنفِ! مقال بقلم✍️ أريج ضيقة

   تاريخيّاً،لمْ يُعرفْ للفقراءِ حضورٌ او صوتٌ.إنّ كتابةَ تاريخِ الفقرِ تعني كتابةَ تاريخِ البشرِ الغيرِ مرئيّينَ او الذين لا صوتَ لهم.فهل في هذا العصرِ الذي وصلنا له عَرِفَ حلًّا للفقرِ؟

  لم يكن التاريخُ ينقلُ لنا سوى حكاياتِ الملوكِ والأمراءِ والحكّامِ وأبطالِ المعاركِ العسكريّةِ.كما أنّ الدراما و الأفلام تنقلُ صورةً خياليّةً للفقرِ معاكسَةً للواقعِ،الفقرُ هو الوضعُ الذي يحتاجُ فيه الفردُ او المجتمعُ الى المواردِ الماليّةِ ،للتمتُّعِ بأدنى مستوياتِ الحياةِ و الرّفاهيّةِ الذي يعتبرُ مقبولاً في المجتمعِ الذي يعيشُ فيه. فالأطفالُ الذين ينْشَؤونَ في بيئةٍ فقيرةٍ لا يعانونَ فقطْ من مشاكلَ صحيَّةٍ بل المشاكلُ النفسيّةُ أخطرُ بكثيرٍ!!! حيثُ أن للطفلِ احتيجاتٌ كثيرةٌ ،لا يمكنُ للأهلِ تلبِيتُها لسببِ أن هنالكَ احتيجاتٌ اهمُّ للمنزلِ،هنا الطفلُ يتأثّرُ نفسيّاً لأنّ أصحابَهُ او اقاربَهُ يملكونَ ما يريدونَ، فهؤلاءِ الأطفالُ يميلونَ الى التغيُّبِ عن المدرسةِ في كثيرٍ من الأحيانِ بسببِ المرضِ و لديهم أيضاً نسبةٌ أعلى بكثيرٍ بسببِ التنمُّرِ الذي يتلقونهُ من الاطفالِ الآخرين، فقد يكونُ لديهم ضعفٌ في الرّؤيَةِ، والسَّمعِ، وفقرِ الدَّمِ بسببِ نقصِ الحديدِ، ومستوياتٍ عاليَةٍ من الرّصاصِ في الدَّمِ ، والتي يمكنُ أن تُضعِفَ وظيفةَ الدّماغِ...

 فما كانَ للنّاسِ إلّا أن يَرضوا بحالهم هذا و أن يتعايشوا مع وضعهم الإجتماعيِّ ، و كما قيلَ "فإنّ الغنى غنى العقلِ ،و اكبرُ فقرٍ الحمقُ ، و اوحشُ الوحشَةِ العجبُ،و أكرمُ الكَرَمِ حسنُ الخلقِ"