علّمتنِي الحياةُ أن يكونَ بابُ قلبي مفتوحاً للجميعِ وأنْ تكونَ الطّريقُ إليهِ طريقاً مزروعةً بشتّى ورودِ التّسامُح. “وليَعفُوا وليُصفِحوا” عبارةٌ أوصَى بِها الرَّحمٰنُ ، ليكونَ قلبُ النّاسِ صفحةً بيضاءَ لا تحمِلُ حقداً على أحدٍ ولا تغدُو بها القَسوةُ.
جميعُنا، مَن يَغدرُ أو يقسُو على أخٍ، صديقٍ، أو حبيبٍ لكنَّ الوقتَ يمضِي والعُمرُ يَمُرُّ بقسوتِه وحلاوتِهِ والموتُ يخطِفُ أرواحَنا بينَ اللّحظةِ والأُخرى، والنّفسُ تغدرُ بصاحِبها، لِذا، فلنُفكِّر قَليلاً بأيَّامِنا القاِدمةِ،فليُسامِح بَعضُنا بعضاً وليغفِر بعضُنا لبعْض، كي لا نستيقِظَ يوماً على خبرِ وفاةٍ يجعلُ كلمةَ “يا ليتَ” تحتلُّ موقِفَنا.
الإنسانُ يتشاجَرُ مع ذاتِه، يُحطِّمُ ذاتَه، يلومُها ويظلِمُها، فإذا ما كانتِ النّفسُ تُؤذي نَفسَها فما بالُنا بالأشخاصِ الذينَ يستوطِنونَ حياتَنا؟
لا أعنِي بِذلكَ أن نَسمحَ للنّاسِ بتدميرِنا أو جَرحِنا بطَريقةٍ ما، بَل أعنِي أن نَنظُرَ للأشياءِ بإيجابيَّةٍ مُطلقةٍ، فَمَن يظلِمُني أرُدُّ لَهُ شرَّهُ بالخيرِ أو أجعَلُهُ صفحَةً مطويَّةً مِن حياتِي لكنّني أُسامِحُه، فلعلّي تسبَّبتُ بِجُرحٍ لأحدِهِم مِن قبل وسامَحَني فالإنسانُ مُعرّضٌ لأن يخطِئَ والنّفسُ تُذِلُّ صاحِبها. اللاعبينَ هم خاسِرون، تذكّروا دائِماً أنّ التسامُحَ مِن صفاتِ الرّحمٰنِ فمَن نحنُ منَ العابدينَ لنتخطّى صِفةَ الله؟
ولنتذكّر دائِماً أنّنا “كُلنا أنسٌ” والإنسانُ ليسَ بمَعصومٍ ولنُفكِّر جيّداً قبلَ أن ننطِقَ حروفَنا، فالحروفُ عادةً ما قَد تسبِّبُ جُرحاً لَن ينساهُ سامِعُها ويدفعُ ثَمَنَها ناطِقُها.سامِحوا بعضَكُم، فإنّ لُعبةَ الموتِ تجعلُ جميعَ الأطرافِ